محاذاة النص
حجم الخط
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن والاه.
أما بعد:
فضائل الصلاة من الكتاب والسُّنة
الصلاة لها فضائل عظيمةٌ وكثيرةٌ، منها الفضائل الآتية:
- تنهى عن الفحشاء والمُنكر، قال الله تعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت:45].
- أفضل الأعمال بعد الشهادتين؛ لحديث عبدالله بن مسعودٍ قال: سألتُ رسول الله : أيُّ العمل أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها، قال: قلتُ: ثم أي؟ قال: برُّ الوالدين، قال: قلتُ: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله[1].
- تَغْسِل الخطايا؛ لحديث جابرٍ قال: قال رسول الله : مَثَلُ الصلوات الخمس كَمَثَلِ نهرٍ جارٍ غَمْرٍ[2] على باب أحدكم يغتسل منه كل يومٍ خمس مراتٍ[3].
- تُكَفِّر السيئات؛ لحديث أبي هريرة : أن رسول الله قال: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مُكَفِّراتٌ ما بينهنَّ إذا اجتنب الكبائر[4].
- نورٌ لصاحبها في الدنيا والآخرة؛ لحديث عبدالله بن عمرٍو رضي الله عنهما، عن النبي أنه ذكر الصلاة يومًا فقال: مَن حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يوم القيامة، ومَن لم يُحافظ عليها لم يكن له نورٌ ولا برهانٌ ولا نجاةٌ، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبَيِّ بن خَلَفٍ[5].
وفي حديث أبي مالكٍ الأشعري : والصلاة نورٌ[6]؛ ولحديث بُرَيْدَة ، عن النبي أنه قال: بَشِّر المَشَّائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التامِّ يوم القيامة[7]. - يرفع الله بها الدرجات، ويَحُطُّ الخطايا؛ لحديث ثوبان -مولى رسول الله - عن النبي أنه قال له: عليك بكثرة السجود لله؛ فإنك لا تسجد لله سجدةً إلا رفعك الله بها درجةً، وحطَّ عنك بها خطيئةً[8].
- من أعظم أسباب دخول الجنة بِرُفْقَة النبي ؛ لحديث ربيعة بن كعبٍ الأسلمي قال: كنتُ أَبِيتُ مع رسول الله ، فأتيتُه بِوَضُوئه وحاجته، فقال لي: سَلْ، فقلتُ: أسألك مُرافقتَك في الجنة. قال: أو غير ذلك؟ قلتُ: هو ذاك. قال: فَأَعِنِّي على نفسك بكثرة السجود[9].
- المشي إليها تُكْتَب به الحسنات، وتُرْفَع الدرجات، وتُحَطُّ الخطايا؛ لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : مَن تَطَهَّرَ في بيته ثم مشى إلى بيتٍ من بيوت الله ليقضي فريضةً من فرائض الله؛ كانت خَطْوَتَاه إحداهما تَحُطُّ خطيئةً، والأخرى ترفع درجةً[10].
وفي الحديث الآخر: إذا توضَّأ أحدكم فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى الصلاة، لم يرفع قَدَمَه اليمنى إلا كتب اللهُ له حسنةً، ولم يَضَعْ قَدَمَه اليُسرى إلا حطَّ اللهُ عنه سيئةً[11]. - تُعَدُّ الضيافة في الجنة بها كلما غَدَا إليها المسلم أو راح؛ لحديث أبي هريرة ، عن النبي : مَن غَدَا إلى المسجد أو راح أعدَّ اللهُ له في الجنة نُزُلًا كلما غَدَا أو راح[12]، والنُّزُل: ما يُهَيَّأ للضيف عند قدومه[13].
- يغفر الله بها الذنوب فيما بينها وبين الصلاة التي تليها؛ لحديث عثمان قال: سمعتُ رسول الله يقول: لا يتوضأ رجلٌ مسلمٌ فَيُحْسِنُ الوضوء، فيُصلي صلاةً إلا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة التي تليها[14].
- تُكَفِّر ما قبلها من الذنوب؛ لحديث عثمان قال: سمعتُ رسول الله يقول: ما من امرئٍ مسلمٍ تَحْضُرُه صلاةٌ مكتوبةٌ فَيُحْسِنُ وُضوءَها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفَّارةً لما قبلها من الذنوب ما لم يُؤْتِ كبيرةً، وذلك الدَّهْر كله[15].
- تُصَلِّي الملائكة على صاحبها ما دام في مُصَلَّاه، وهو في صلاةٍ ما دامت الصلاةُ تحبسه؛ لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : صلاة الرجل في جماعةٍ تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سُوقِه بضعًا وعشرين درجةً؛ وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد، لا يَنْهَزُه إلا الصلاة -لا يُريد إلا الصلاة- فلم يَخْطُ خطوةً إلا رُفِعَ له بها درجةٌ، وحُطَّ عنه بها خطيئةٌ، حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تَحْبِسُه، والملائكة يُصَلُّون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلَّى فيه، يقولون: اللهم ارحمه، اللهم اغفر له، اللهم تُبْ عليه، ما لم يُؤْذِ فيه، ما لم يُحْدِث فيه[16].
- انتظارها رِباطٌ في سبيل الله؛ لحديث أبي هريرة : أن رسول الله قال: أَلَا أَدُلُّكم على ما يَمْحُو اللهُ به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطَا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرِّباط[17].
- أجر مَن خرج إليها كأجر الحاجِّ المُحْرِم؛ لحديث أبي أُمامة : أن رسول الله قال: مَن خرج من بيته مُتطهِّرًا إلى صلاةٍ مكتوبةٍ فأجره كأجر الحاجِّ المُحْرِم، ومَن خرج إلى تسبيح الضُّحى[18] لا يُنْصِبُه إلا إياه[19] فأجره كأجر المُعْتَمِر، وصلاةٌ على إِثْر صلاةٍ لا لَغْوَ بينهما كتابٌ في عِلِّيين[20].
- مَن سُبِقَ بها وهو من أهلها فله مثل أجر مَن حَضَرَها؛ لحديث أبي هريرة قال: قال النبي : مَن توضَّأ فأحسن وُضوءَه، ثم راح فوجد الناس قد صلَّوا، أعطاه الله جلَّ وعزَّ مثل أجر مَن صلَّاها وحَضَرَها، لا يُنْقِصُ ذلك من أجرهم شيئًا[21].
- إذا تَطَهَّر وخرج إليها فهو في صلاةٍ حتى يرجع، ويُكْتَب له ذهابه ورجوعه؛ لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : إذا توضَّأ أحدكم في بيته، ثم أتى المسجد، كان في صلاةٍ حتى يرجع، فلا يَقُلْ هكذا وشَبَّكَ بين أصابعه[22].
وعنه -يرفعه-: من حين يخرج أحدكم من منزله إلى مسجدي فَرِجْلٌ تَكْتُبُ له حسنةً، ورِجْلٌ تَحُطُّ عنه سيئةً حتى يرجع[23].
وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
كتبه الفقير إلى الله تعالى
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
في 2/ 1/ 1433هـ
| ^1 | رواه البخاري: 2782، ومسلم: 85 واللفظ له. |
|---|---|
| ^2 | الغَمْر: الكثير. ينظر: "النهاية" لابن الأثير: 3/ 383. |
| ^3 | رواه مسلم: 668. |
| ^4 | رواه مسلم: 233. |
| ^5 | رواه أحمد: 6576 واللفظ له، والدارمي: 2763، وحسَّنه مُحققو "المسند". |
| ^6 | رواه مسلم: 223. |
| ^7 | رواه أبو داود: 561، والترمذي: 223، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب": 315. |
| ^8 | رواه مسلم: 488. |
| ^9 | رواه مسلم: 489. |
| ^10 | رواه مسلم: 666. |
| ^11 | رواه أبو داود: 563، والبيهقي في "السنن الكبرى": 5075، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود": 572. |
| ^12 | رواه البخاري: 662، ومسلم: 669 واللفظ له. |
| ^13 | ينظر: "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" للنووي: 5/ 170. |
| ^14 | رواه البخاري: 160، ومسلم: 227 واللفظ له. |
| ^15 | رواه مسلم: 228. |
| ^16 | رواه البخاري: 2119، ومسلم: 649 واللفظ له. |
| ^17 | رواه مسلم: 251. |
| ^18 | صلاة الضحى، وكل صلاةٍ يُتَطَوَّع بها فهي تسبيحٌ وسُبْحَةٌ. ينظر: "معالم السنن" للخطابي: 1/ 161. |
| ^19 | لا يُتْعِبُه ولا يُزْعِجُه إلا ذلك. ينظر: "معالم السنن" للخطابي: 1/ 161. |
| ^20 | رواه أبو داود: 558، والبيهقي في "السنن الكبرى": 5037، وحسنه الألباني في "صحيح سنن أبي داود": 567. |
| ^21 | رواه أبو داود: 564 واللفظ له، والنسائي: 855، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود": 573. |
| ^22 | رواه ابن خزيمة: 439، والحاكم: 753، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب": 293. |
| ^23 | رواه النسائي: 705، وابن حبان: 1622 واللفظ له، وصححه الألباني في "التعليقات الحسان": 1620. |