تخطى إلى المحتوى

... سيئات أعمالنا، مَن يَهْدِه الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أمر عباده بطاعته، ونهاهم عن معصيته؛ حتى يفوزوا بالسعادة في الدنيا والآخرة، وحتى تكون خاتمتهم خاتمةً حسنةً، ويبتعدوا عن خاتمة السوء، كما قال الله تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، وقال تبارك وتعالى للنبي عليه الصلاة والسلام وأتباعه: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99].

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

العبرة بالخواتيم

أما بعد:

عباد الله، إن من فضل الله تبارك وتعالى على عبده أن يُوفِّقه للعمل الصالح، فإذا وفَّقه للعمل الصالح، واستمر على ذلك واستقام حتى يلقى الله تبارك وتعالى؛ كان ذلك دليلًا على أنه قد قام بالعمل الصالح، وأن الله قد أحسن خاتمته، وحصل على الخاتمة الحسنة، وإذا عمل السيئات، وابتعد عن الواجبات، وقام بالمُحرمات حتى يموت على ذلك؛ كان ذلك دليلًا على سُوء خاتمته، نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.

ولذلك حذَّر النبي عليه الصلاة والسلام وبيَّن أن هناك من الناس مَن يعمل بطاعة الله الأعوام الطويلة والسنين الطويلة، ثم بعد ذلك يرتد على عقبيه، ثم يموت على سُوء الخاتمة، نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.

فقال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث ابن مسعودٍ الطويل: فوالذي لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ، فيسبق عليه الكتاب؛ فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ، فيسبق عليه الكتاب؛ فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها[1]، أو كما قال النبي .

ومثال ذلك قوله : إن العبد ليعمل عمل أهل النار، وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة، وإنه من أهل النار[2].

وهذا دليلٌ واضحٌ على أن الرجل أو الإنسان المسلم أو غيره إذا قام على المعاصي حتى يلقى الله فهذا قد ساءتْ خاتمته، وإذا رجع إلى الله وتاب قَبِلَ الله توبته، وربما يكون هذا دليلًا واضحًا على أن بعض الناس ربما يكون مسلمًا في الظاهر، وعنده شيءٌ في الباطن لا يعلمه إلا الله، فيغلب عليه الشرُّ الداخلي، وحينئذٍ ينتكس في آخر حياته؛ فيعمل أعمال الكفار، فيموت على ذلك، فيُختم له بخاتمة السُّوء، نسأل الله العافية.

والله تبارك وتعالى لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [يونس:44]، كما قال تبارك وتعالى: وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [ق:29]، فالله تبارك وتعالى لا يظلم مثقال ذرةٍ، وإن كانت حسنةً يُضاعفها تبارك وتعالى، ولكن الناس أنفسهم يظلمون.

فبين النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث؛ حتى لا يكون حُجَّةً لأهل القدر.

يقول النبي عليه الصلاة والسلام في آخر كل جملةٍ: إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ، فيسبق عليه الكتاب؛ فيعمل ...، فبين النبي عليه الصلاة والسلام أنه ما يدخل الجنة إلا بالعمل الصالح بعد عمل السُّوء، بعد أعمال أهل النار، وبيَّن عليه الصلاة والسلام أنه ما يدخل النار إلا بعمل أهل النار، والابتعاد عن أعمال أهل الجنة.

فالله تبارك وتعالى لا يظلم الرجل شيئًا -أو المسلم- لا يظلمه مثقال ذرةٍ، فلو عمل الإنسان على طاعة الله، وقام بالواجبات، وابتعد عن المُحرمات حتى مات على ذلك؛ فهو سعيدٌ في الدنيا والآخرة.

لكن المصيبة الانقلاب قبل الموت، فإن بعض الناس ربما يستقيم على طاعة الله، وفي يومٍ من الأيام أو ساعةٍ من الساعات يشتهي شهوةً من الشهوات، فيريد أن يعملها، وحينئذٍ يموت فورًا بعد فعلها، فهذا دليلٌ واضحٌ على سُوء خاتمته، نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.

وقد وردتْ أمثلةٌ كثيرةٌ، وقصصٌ كثيرةٌ، مَن تتبعها وجدها؛ لأن بعض الناس ربما يعمل بطاعة الله سنوات، وفي لحظةٍ من اللحظات يجد قُرناء السُّوء فيقول: أعمل هذه المرة وأتوب وأُقْلِع إلى الله فيعمل الجريمة، فيموت بعدها فورًا قبل التوبة؛ فحينئذٍ تكون هذه من أسباب سُوء الخاتمة، نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.

الخوف من سُوء الخاتمة وطلب الثبات من الله

لذلك كان السلف يخافون من سُوء الخاتمة ولو كانوا على طاعة الله تبارك وتعالى؛ ولذلك مَن خاف أَدْلَجَ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: مَن خاف أَدْلَجَ، ومَن أَدْلَجَ بلغ المنزل، ثم بيَّن النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: ألا إن سلعة الله غاليةٌ، ألا إن سلعة الله الجنة[3].

فالمسلم عليه أن يستقيم على طاعة الله، ويبتعد عما حرَّمه الله تبارك وتعالى، وبذلك يكون من أهل السعادة، ويكون من أهل الخاتمة الحسنة.

ومما ينبغي أن يعمله الإنسان المسلم حتى يكون حسن الخاتمة ... نسأل الله أن يجعلنا وإياكم وجميع المسلمين من أهل الخاتمة الحسنة، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.

وهذه أُمنية كل مسلمٍ على وجه الأرض، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام كان يسأل الله ذلك، فكان يقول النبي عليه الصلاة والسلام: يا مُقلب القلوب، ثَبِّتْ قلبي على دينك، فيقول أنسٌ : يا رسول الله، آمنَّا بك وبما جئتَ به، فهل تخاف علينا؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام: نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يُقَلِّبها كيف يشاء[4]، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.

وكان النبي عليه الصلاة والسلام يقول: اللهم مُصَرِّف القلوب، صَرِّفْ قلوبنا على طاعتك[5]، ويقول عليه الصلاة والسلام: اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأَجِرْنَا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة[6].

فالمسلم المستقيم على طاعة الله يسأل الله دائمًا أن يُثَبِّته على الطاعة، وأن يُبْعِده عن المعصية، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن تبارك وتعالى، قد يُخطئ، ولكنه إذا أخطأ تاب ورجع إلى الله تبارك وتعالى وندم، وحينئذٍ هذا من أسباب السعادة.

أسباب حُسن الخاتمة وسُوئها

مما ينبغي للإنسان المسلم أن يعلمه أو يعرفه هنا: أن هناك أسبابًا لِحُسْن الخاتمة -نسأل الله أن يُوفِّقنا وإياكم لها- منها: التوبة النَّصوح، وهناك أسبابٌ لِسُوء الخاتمة.

مَن تاب حَسُنَتْ خاتمتُه، ومَن سوَّفَ ساءتْ عاقبتُه

السبب الأول: التوبة النَّصوح من جميع المعاصي والذنوب، يقول الله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا [التحريم:8]، وأمر الله تبارك وتعالى بالتوبة في آياتٍ كثيرةٍ، منها قوله تبارك وتعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82].

ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مُسِيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مُسِيء الليل، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، ثم قال في آخر الحديث: حتى تطلع الشمس من مغربها[7].

فالله تبارك وتعالى يدعو الناس إلى طاعته، وإلى التوبة، ولكن بعض الناس قد أعرض عن طاعة الله تبارك وتعالى.

ويقول الله عمَّن تاب وأقلع عن المعاصي والجُرْم بعد أن ذكر قَتَلَة الأنفس، وبعد أن ذكر أهل الشرك بالله ، يقول الله : إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الفرقان:70]، فمَن تاب تاب الله عليه: التائب من الذنب كمَن لا ذنب له[8]، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.

هذا الأمر الأول من أسباب حُسن الخاتمة.

التَّسويف في التوبة من أسباب سُوء الخاتمة

أما الأمر الأول من أسباب سُوء الخاتمة -نسأل الله العافية- فهو التَّسويف في التوبة.

يقول الإنسان في نفسه: أنا الآن ابن خمسٍ وعشرين أو ابن عشرين -أو غير ذلك- أبقى حتى أبلغ الأربعين أو الخمسين أو الستين، فإذا بلغتُ ذلك العمر تُبْتُ إلى الله، ورجعتُ إلى الله، والله غفورٌ رحيمٌ.

هذا مسكينٌ! قد يهجم عليك الأجل بين وقتٍ وآخر أو بعد دقائق، فحينئذٍ تندم غاية الندم حين لا ينفع الندم.

فإذا كنتَ لا تعلم متى الموت، وإذا كنتَ لا تعلم متى يهجم عليك الموت، فعليك أن تُبادر إلى التوبة النَّصوح، وتستغفر الله تبارك وتعالى من التَّسويف؛ فإن التَّسويف في التوبة ذنبٌ آخر ينبغي أن يُتاب منه.

قِصَرُ الأمل سبيلٌ إلى حُسن الخاتمة

الأمر الثاني من أسباب حُسن الخاتمة هو: قِصَر الأمل.

يقصر الإنسان أمله في الدنيا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لعبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال رضي الله عنهما: أخذ رسول الله بمنكبي وقال: كُنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابر سبيلٍ[9].

واستفاد هذا الصحابي من هذا الحديث من النبي عليه الصلاة والسلام؛ فكان يُوصي الناس ويقول: "إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وخُذْ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك"، أو كما قال رضي الله عنهما.

فالنبي عليه الصلاة والسلام أوصاه بأمرين:

  • الأمر الأول: قال عليه الصلاة والسلام: كُنْ في الدنيا كأنك غريبٌ قد ارتحل عن بلاده إلى بلادٍ أخرى يطلب الرزق أو يطلب العلم، وهذه البلاد التي يعيش فيها لا أمل له فيها؛ لأنه يَحِنُّ إلى وطنه الأول، يريد أن يرجع إلى بلاده؛ فلا تراه يبني عمارةً، ولا تراه يُقيم مزرعةً، ولا غير ذلك، لكن قلبه مُعلَّقٌ ببلاده الأولى، فهو يريد أن يرجع بين وقتٍ وآخر إذا انتهى سفره هذا: كُنْ في الدنيا كأنك غريبٌ.
  • قال في الأمر الثاني: أو عابر سبيلٍ، تَخَيَّر: إما أن تكون كأنك غريبٌ في بلادٍ ينتظر الرجوع إلى أهله، وإما أن تكون كأنك عابر سبيلٍ على خَطِّه الطويل، راجعٌ إلى أهله، أو مسافرٌ من أهله، وحينئذٍ يحاول أن يُسرع في هذا الطريق؛ لكي يصل إلى بلاده التي هو مُسافرٌ إليها.
    فنحن قومٌ سَفْرٌ، نحن على أُهْبَة السفر، بل مُسافرون إلى الدار الآخرة؛ لأن أوطاننا الأولى هي جنات عدن، كما كان آدم عليه الصلاة والسلام في جنات عدن، ولكن الله تبارك وتعالى أخرجه منها بسبب المعصية، ثم تاب الله تبارك وتعالى عليه وأرجعه إليها، فنحن كذلك غُرباء، نريد أن نرجع إلى وطننا الأول.

فالمسلم عليه أن يَقْصُر أمله في الدنيا، ويأخذ منها ما يُقَوِّيه على طاعة الله تبارك تعالى، ولا يكسل، ولا يعجز، بل عليه أن يقوم بجميع الواجبات، ويبتعد عن المُحرمات، ويقوم بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، ولكن عليه ألا يفعل الحرام أبدًا، ولا يفعل الجرائم، ولا يعصي الله تبارك وتعالى طرفة عينٍ، فهذا من أسباب حُسن الخاتمة.

طول الأمل يُفْضِي إلى الخُسران

من أسباب سُوء الخاتمة -نسأل الله العافية- طُول الأمل.

إذا طال أمل الإنسان فهذا من أسباب الشَّقاوة.

إذا رأيتَ الرجل يُخطط لمستقبلٍ بعد خمسين سنةً أو ستين سنةً، وهو مُعْرِضٌ عن طاعة الله: لا صلاة مع الجماعة، ولا استماع لكتاب الله ، ولا حلقات ذِكْرٍ، ولا مُحافظة على أوامر الله، ولا ابتعاد عمَّا حرَّم الله عليه؛ فاعلم أن هذا من أسباب سُوء الخاتمة، فإن مات على ذلك حُكِمَ عليه بأنه قد ساءتْ خاتمته، نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.

ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام: يَهْرَم ابن آدم وتَشِبُّ منه اثنتان: الحرص على المال، والحرص على العمر[10]، رواه البخاري ومسلمٌ.

ويقول عليه الصلاة والسلام: لو أنَّ لابن آدم واديًا من ذهبٍ أحبَّ أن يكون له واديان، ولن يملأ فَاهُ إلا التراب، ويتوب الله على مَن تاب[11]، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.

وخَطَّ يومًا خَطًّا صلوات الله وسلامه عليه، خَطَّ خَطًّا مُربَّعًا، وخَطَّ خَطًّا في الوسط خارجًا منه، وخَطَّ خُطُطًا مُتَّجهةً إلى هذا الخطِّ الذي داخل الدائرة، ثم قال: هذا الإنسان، وهذا أجله قد أحاط به، وهذا الذي هو خارجٌ أمله الذي قد خرج من الدائرة، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: وهذه الخُطُطُ الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نَهَشَه هذا، وإن أخطأه هذا نَهَشَه هذا[12]، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.

فالمسلم عليه أن يقصر أمله حتى يُسرع إلى طاعة الله .

وسائل تقصير الأمل

مما يُعِين على قِصَر الأمل:

أولًا: أن يذكر الإنسان الموت، كما سمعتُم في الخطبة الماضية.

ذِكْر الموت وزيارة القبور

ثانيًا: أن يزور المقابر؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: زوروا القبور؛ فإنها تُذكركم الآخرة[13]، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.

وقال : كنتُ نهيتُكم عن زيارة القبور، فَزُوروها؛ فإنها تُذكركم الآخرة[14].

وذلك أن الإنسان إذا زار المقبرة أو زار المقابر استفاد أمرين:

  • الأمر الأول: أنه يَرِقُّ قلبه ويرجع إلى الله إن كان له قلبٌ سليمٌ، فحينئذٍ يرى أصحاب القبور لا يتكلمون، ويُسلم عليهم: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنَّا -إن شاء الله- بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية".
    أنت تُخاطبهم، ولا يردُّون عليك، ولا تسمع منهم شيئًا، فحينئذٍ تعلم أنك بعد قليلٍ أو بعد أشهرٍ أو بعد يومين أو بعد يومٍ أو ساعةٍ أو ساعتين -العلم عند الله- ستكون ممن يُسلَّم عليهم في هذه المقابر، فعليك أن تُحْسِن العمل الآن، فإن الفرصة قد أُتِيحَتْ أمامك من ربِّ العالمين تبارك وتعالى.
    هذا الأمر الأول.
  • الأمر الثاني من فوائد زيارة المقابر: أن الإنسان إذا زار المقبرة وقال: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنَّا -إن شاء الله- بكم لاحقون"، يُستفاد من ذلك: أن الأموات يستفيدون من ذلك، ويستبشرون بذلك، حتى قال بعض أهل العلم -وهو ابن القيم رحمه الله-: "إن الإنسان إذا سلَّم على المقابر ردَّ الله عليهم أرواحهم حتى يردُّوا عليه السلام"، وهذا فضلٌ من الله عليهم مع كون أعمالهم قد انقطعتْ، ولكن الزائر حينما يزورهم ويدعو لهم يستبشرون بذلك، ويجدون من ذلك رحمةً من الله تبارك وتعالى لمَن تَقَبَّل الله زيارته.

فإذا قال: "نسأل الله لنا ولكم العافية"، ثم يدعو للميت القريب الذي له في هذه المقبرة، ويَخُصُّه بالدعاء، ويُخلص لله في دعائه، ويترحم عليه بينه وبين الله، يُخاطب الله، ولا يُخاطب الميت، فإن بعض الناس ربما يجهل فيُخاطب الميت، لكنه يقول: أسأل الله بأسمائه الحُسنى وصفاته العُليا أن يغفر له، اللهم اغفر له.

يسأل الله بما فتح عليه أن يغفر لهذا الميت، وربنا تبارك وتعالى غَفَّارٌ، وهو رحيمٌ تبارك وتعالى بعباده، وهو يُجيب الدعوة لمَن وفَّقه الله تبارك وتعالى.

هذا أمرٌ.

تغسيل الموتى وتشييع الجنائز وزيارة الصالحين

أمرٌ ثالثٌ: تغسيل الموتى: إن استطاع الإنسان أن يُغَسِّل الموتى فهذا مما يُلين القلوب، ومما يجعل الإنسان يَقْصُر أمله في الدنيا، ويعلم أنه سيُغَسَّل.

والعورة لا تُكشف، ولا ينبغي لإنسانٍ أن يكشف عورة الميت، بل حينما يقلبه ويُغَسِّله يُدْخِل يدَه من تحت الإزار ويُغَسِّله ويُنَجِّيه.

وحينئذٍ يرى أن هذا الإنسان لا يمتنع منه، ولا يستتر منه، فلو أراد أن يكشف عورته -نسأل الله العافية- فحينئذٍ لا يتصرف في نفسه.

فعليك أن تذكر أنك ستكون مثل هذا.

كذلك تشييع الجنائز إلى المقابر، والتَّشييع سُنةٌ، وهو كذلك يُلين القلوب.

أمرٌ آخر وأخيرٌ في هذه المسألة، بل ربما تكون هناك أمورٌ أخرى، من ذلك: زيارة الصالحين الذين يُراقبون الله في السرِّ والعلن، والذين يذكرون الله ذكرًا كثيرًا، والذين يَحُثُّونك على طاعة الله، والذين يُخَوِّفونك من معصية الله تبارك وتعالى.

فإن هذه الزيارة مما يُقَصِّر أمل الإنسان في الدنيا، ويجعله يُسرع إلى طاعة الله تبارك وتعالى.

هذا سببٌ من أسباب حُسن الخاتمة.

الابتعاد عن المعاصي والموت على ذلك من علامات حُسن الخاتمة

السبب الثالث هو: أن الإنسان عليه أن يبتعد عن المعاصي والذنوب، جميع المعاصي يبتعد عنها، وكذلك يُبْغِضها.

فإذا ابتعد عن المعاصي، ومات على ذلك؛ فإن هذا من علامات حُسن الخاتمة.

أما إذا اقترف المعاصي، وفعل المعاصي، ومات على ذلك، وقد أَلِفَها، وقد أحبَّها؛ فهذا من أسباب سُوء الخاتمة، نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.

الصبر على المصائب من أسباب حُسْن الخاتمة

أمرٌ رابعٌ هو: أن على الإنسان أن يصبر على المصائب إذا دَهَمَتْهُ أو أصابته، ويسأل الله العافية دائمًا وأبدًا، يقول: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة.

فإذا حلَّتْ به مصيبةٌ فعليه أن يُنزلها بالله الذي لا إله إلا هو، وأن يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أجُرْنِي في مصيبتي، واخلف لي خيرًا منها. ثم يصبر على ذلك، سواء كان في ولده، أو في نفسه، أو في ماله، أو في أي مصيبةٍ أُصيب بها، فعليه أن يصبر على ذلك حتى يلقى الله تبارك وتعالى.

عدم الرضا بقضاء الله وقَدَره من أسباب سُوء الخاتمة

أما أسباب سُوء الخاتمة في هذه المسألة فهي: عدم الرضا بقضاء الله وقدره، فإذا أصابته مصيبةٌ لَعَنَ وصاح، وربما دعا، وربما خرج من الإسلام، وربما سبَّ الدين، وربما سبَّ أهل الدين، وغير ذلك؛ لأنه أُصيب بمصيبةٍ، وهذا من علامات سُوء الخاتمة، نسأل الله العافية.

ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه في رجلٍ: مَن أحبَّ أن ينظر إلى رجلٍ من أهل النار فلينظر إلى هذا، فنظر الصحابة إلى رجلٍ جَلْدٍ يُقاتل في سبيل الله في غزوةٍ من غزوات النبي ، فَثَقُلَ ذلك على أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، وهَمَّهم هذا الأمر، وحينئذٍ أخذ رجلٌ يُتابعه: ما الذي يعمله؟ فقاتل في سبيل الله حتى طُعِنَ، وعندما طُعِنَ أخذ سيفه فجعله بين ثَدْيَيه، ثم اتَّكأ عليه حتى خرج سيفه من بين كتفيه فمات!

فجاء هذا الرجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال: "أشهد أنك رسول الله" عليه الصلاة والسلام، فقال: وما ذاك؟ قال: "الرجل الذي ذكرتَ آنفًا أنه من أهل النار ... قتل نفسه"[15].

فالمسلم إذا قتل نفسه أو انتحر فهذا دليلٌ على عدم ثقته بالله ، وعدم صبره على ما أصابه، وعدم مُراقبته لله، وعدم رضاه بما كتب الله له، فعليه أن يتَّقي الله تبارك وتعالى، فإن مَن قتل نفسه فهو في جهنم يَتَرَدَّى فيها كما بيَّن النبي عليه الصلاة والسلام ذلك.

أسأل الله بأسمائه الحُسنى وصفاته العُليا أن يجعلني وإياكم وجميع المسلمين ممن تَحْسُن خاتمتهم، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، وأن يُحْسِن عاقبتنا في الأمور كلها، وأن يُجِيرنا من خِزْي الدنيا وعذاب الآخرة.

اللهم إنَّا نسألك يا مُقلب القلوب أن تُثَبِّت قلوبنا على طاعتك، ونسألك يا مُصَرِّف القلوب أن تُصَرِّف قلوبنا على طاعتك برحمتك يا أرحم الراحمين.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

***

الحمد لله ربِّ العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهَدْي هَدْي محمدٍ ، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتها، وكل مُحْدَثةٍ بدعةٌ، وكل بدعةٍ ضلالةٌ، وكل ضلالةٍ في النار.

الوصية التي لا جَوْرَ فيها من أسباب حُسن الخاتمة

عباد الله، إن من أسباب حُسن الخاتمة -نسأل الله لنا ولكم حُسن الخِتَام- الوصية التي لا جَوْرَ فيها، فالإنسان المسلم ... يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ما حقُّ امرئٍ مسلمٍ له شيءٌ يريد أن يُوصي فيه يَبِيتُ ليلتين إلا ووصيته مكتوبةٌ عنده[16]، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.

وهذه الوصية تكون من العمل الجاري الذي قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثةٍ ... وذكر منها النبي عليه الصلاة والسلام: الصدقة الجارية[17]، ولكن عليه ألا يَجُور فيها، فإذا جار فيها وأوصى لوارثٍ من الورثة، أو أراد أن يضرَّ بالورثة، أو أوصى بشيءٍ في معصية الله؛ كأن يُوصي بأن تُدْفَع أمواله في الخمر، وغير ذلك؛ فهذا دليلٌ على سُوء الخاتمة، وعلى الجَوْر، نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.

وهذا مما يُسبب له النار -نعوذ بالله من النار- كما رُوِيَ عنه عليه الصلاة والسلام: إن الرجل ليعمل -والمرأة- بطاعة الله ستين سنةً، ثم يحضرهما الموت فَيُضَارَّان في الوصية؛ فتجب لهما النار[18]، نعوذ بالله من النار.

فعليه ألا يَجُور في وصيته، وإن كان لا يُحْسِن أن يُوصي فعليه أن يذهب إلى أهل العلم ويسألهم عما يجوز وما لا يجوز أن يُوصي فيه، فحينئذٍ تكون هذه من أسباب حُسن الخاتمة إذا راقب الله تبارك وتعالى، وألا يزيد على الثلث؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام حدَّد ذلك وقال: الثلث، والثلث كثيرٌ[19]، فالمال حين الوفاة لا يكون لك، وإنما هو للورثة.

فلو كان الإنسان في حياته صحيحًا فله أن يتصدق بكل ماله إن كان واثقًا بالله تبارك وتعالى، كما وثق به أبو بكرٍ ، فقد تصدق بكل ماله، أما عند الغَرْغَرَة وعند الموت فهذا المال ليس ملكه، وإنما أباح الله له أن يتصدق بالثلث أو أقلّ من ذلك، فعليه أن يُراقب الله في ذلك.

من أسباب حُسْن الخاتمة عند دُنُوِّ الأجل

مما يُعِين على حُسْن الخاتمة: أن يُراقب الإنسان أمورًا حينما تأتيه غَرْغَرَة الموت، أو قبل ذلك حينما يرى المرض، ويرى أن المرض قد دَبَّ إليه، ويخاف الموت؛ فعليه أن يُراقب أمورًا، منها:

استحضار أن المرض يُخَفِّف الذنوب ويرفع الدَّرجات

أولًا: يعلم أن المرض تخفيفٌ من ذنبه؛ لقوله عليه الصلاة والسلام حينما أتاه عبدالله بن مسعودٍ فقال: "يا رسول الله، إنك تُوعَك وَعْكًا شديدًا!"، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: أجل، إني أُوعَك كما يُوعَك رجلان منكم، فقال : "ذلك أن لك أجرين؟"، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: أجل، ذلك كذلك، ما من مسلمٍ يُصيبه أذًى -شوكةٌ فما فوقها- إلا كفَّر الله بها سيئاته كما تَحُطُّ الشجرة وَرَقَها[20]، رواه البخاري ومسلمٌ.

وهذا فضلٌ عظيمٌ، فإذا أصاب الإنسانَ المرضُ وخشي الموت فعليه أن يَلْحَظ هذا المَلْحَظ، وعليه أن يصبر، فإن المصائب تُكَفِّر الذنوب كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل[21].

وقد رُوِيَ عنه عليه الصلاة والسلام -بل ثبت عنه-: أن المؤمن على ظهر هذه الدنيا لا يزال يُصاب في أهله وماله ونفسه وولده حتى يمشي على الأرض وليس عليه سيئةٌ[22]، وهذا من فضل الله، لكن على الإنسان ألا يسأل اللهَ الشرَّ، بل عليه أن يسأله العافية في الدنيا والآخرة، فإنه أكرم تبارك وتعالى وأجود.

إحسان الظنِّ بالله تعالى

كذلك عليه أن يُحْسِن الظنَّ -هذا أمرٌ ثانٍ- في المرض، عليه أن يُحْسِن الظنَّ بالله ، فإن المريض ربما يُسيء الظنَّ بالله، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول عن ربِّه تبارك وتعالى: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني[23].

ثم بيَّن النبي عليه الصلاة والسلام وأوصى أُمَّته بقوله عليه الصلاة والسلام: لا يموتَنَّ أحدكم إلا وهو يُحْسِن الظنَّ بالله[24]، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.

وجاء إلى رجلٍ في الموت، فقال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله -يا رسول الله- وأخاف ذنوبي. فقال النبي عليه الصلاة والسلام: لا يجتمعان في قلب عبدٍ في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمَنَه مما يخاف[25]، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.

فَحُسْن الظنِّ مطلوبٌ عند المصائب، وعند سكرات الموت أو قبلها حينما يُوشك الإنسان على الموت.

هذا أمرٌ ثانٍ.

تذكُّر ما أعدَّه الله للمؤمنين بعد الموت

الأمر الثالث مما يُعِينه على حُسْن الخاتمة: عليه أن يذكر كذلك مصير أرواح المؤمنين، فمصير أرواح المؤمنين كما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام في "مسند الإمام أحمد" بإسنادٍ صحيحٍ؛ قال عليه الصلاة والسلام: نَسَمَة المؤمن طائرٌ يَعْلُق[26] في شجر الجنة حتى يُرْجِعَه الله إلى جسده يوم يبعثه[27]، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.

فهذا المؤمن روحه ونَسَمَته طائرٌ يَعْلُق في أشجار الجنة، أما الشهداء فقال النبي عليه الصلاة والسلام فيهم: أرواحهم في جوف طيرٍ خُضْرٍ لها قناديل مُعلَّقةٌ بالعرش[28]، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.

فإذا ذكر الإنسان المؤمن هذا حينئذٍ يُحب لقاء الله ، ويرغب فيما عند الله تبارك وتعالى.

مُلازمة ذِكْر الله تعالى

كذلك عليه إذا اشتدَّ به المرض أن يَلْهَج بذكر الله  -يشتغل بذكر الله-: بالتَّسبيح، وبـ"لا إله إلا الله" حتى يفقد وَعْيَه.

ويسأل الله أن يُخفف عنه، ويسأل الله أن يعفو عنه، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في آخر لحظاتٍ من حياته: لا إله إلا الله، إن للموت سَكَرَات[29].

فهو يذكر الله حتى يفقد وَعْيَه، وما هو بعد ذلك إلا أن ينتقل إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض، وإنَّ فِعْلَ ذلك من أسباب حُسْن الخِتَام.

وكذلك إذا فعل ما يُعِينه عند سكرات الموت أو عند المرض على الترتيب كما سمعتُم:

  • أولًا: عليه أن يعلم أن المرض يُخفف الذنوب.
  • ثانيًا: يُحْسِن ظنَّه بالله .
  • ثالثًا: عليه أن يَلْحَظ ويعلم أن أرواح المؤمنين -كما بيَّن النبي عليه الصلاة والسلام- في جنات النعيم.
  • رابعًا: عليه أن يَلْهَج بذكر الله ، ويُوصي أهله وأقاربه بطاعة الله -إن قدر على ذلك قبل المرض- فإن هذا مُستحبٌّ.

أسأل الله الذي لا إله إلا هو بأسمائه الحسنى وصفاته العُليا أن يُحْسِن خاتمتنا، وأن يُحْسِن عاقبتنا في الأمور كلها، وأن يُجِيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.

هذا، وصلُّوا وسَلِّموا على خير خلق الله نبينا محمدٍ ، فقد أمرنا الله تبارك وتعالى بالصلاة عليه فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبيك محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابه: أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعليٍّ، وعن سائر الصحابة أجمعين.

اللهم أَعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودَمِّرْ أعداءك أعداء الدين.

اللهم آمِنَّا في دورنا، وأَصْلِحْ ولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمَن خافك واتَّقاك واتَّبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أَلِّفْ بين قلوب المسلمين، واجمع كلمتهم، ووفِّقهم لما تُحبه وترضاه، إنك على كل شيءٍ قديرٌ.

اللهم وَحِّدْ صفوفهم، واجعلهم لا يقولون إلا ما تُحبه، ولا يفعلون إلا ما ترضاه، إنك على كل شيءٍ قديرٌ، وأَعِنْهم على ما تُحبه وترضاه، وسَدِّدْ خُطَاهم، ووفِّق أقوالهم، إنك على كل شيءٍ قديرٌ.

نسأل الله الذي لا إله إلا هو بأسمائه الحسنى وصفاته العُليا أن يُوفِّقنا جميعًا لما يُحبه ويرضاه، وأن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح.

نسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاه.

اللهم إنَّا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة.

اللهم أَحْسِنْ عاقبتنا في الأمور كلها، وأَجِرْنَا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

اللهم أَصْلِحْ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأَصْلِحْ لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأَصْلِحْ لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خيرٍ، واجعل الموت راحةً لنا من كل شرٍّ برحمتك يا أرحم الراحمين.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201].

رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران:8].

عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان ...

^1 رواه البخاري: 6594، ومسلم: 2643 واللفظ له.
^2 رواه البخاري: 6607 واللفظ له، ومسلم: 112.
^3 رواه الترمذي: 2450، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب": 3377.
^4 رواه الترمذي: 2140، وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح": 102.
^5 رواه مسلم: 2654.
^6 رواه أحمد: 17628، والحاكم: 6687.
^7 رواه مسلم: 2759.
^8 رواه ابن ماجه: 4250، والطبراني في "المعجم الكبير": 10281، وحسَّنه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب": 3145.
^9 رواه البخاري: 6416.
^10 رواه البخاري: 6421، ومسلم: 1047 واللفظ له.
^11 رواه البخاري: 6439 واللفظ له، ومسلم: 1048.
^12 رواه البخاري: 6417.
^13 رواه ابن ماجه: 1569، وصححه الألباني في "صحيح الجامع": 3577.
^14 رواه أحمد: 1236، وصححه محققو "المسند".
^15 رواه البخاري: 6493، 2898، ومسلم: 112.
^16 رواه البخاري: 2738، ومسلم: 1627.
^17 رواه مسلم: 1631.
^18 رواه أبو داود: 2867، والترمذي: 2117 وحسنه.
^19 رواه البخاري: 2744، ومسلم: 1628.
^20 رواه البخاري: 5648، ومسلم: 2571.
^21 رواه الترمذي: 2398 وصححه، والبزار في "مسنده": 1150 واللفظ له، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب": 3402.
^22 روى الترمذي: 2399 من حديث أبي هريرة : أن رسول الله  قال: ما يزال البلاءُ بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يَلْقَى اللهَ وما عليه خطيئةٌ، ورواه أحمد: 7859 باختلافٍ يسيرٍ، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب": 3414.
^23 رواه البخاري: 7405، ومسلم: 2675.
^24 رواه مسلم: 2877.
^25 رواه الترمذي: 983، وابن ماجه: 4261 واللفظ له، وحسَّنه الألباني في "السلسلة الصحيحة": 1051.
^26 أي: يأكل. ينظر: "النهاية" لابن الأثير: 3/ 289.
^27 رواه النسائي: 2073، وابن ماجه: 4271، وأحمد: 15778، وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي": 1960.
^28 رواه مسلم: 1887.
^29 رواه البخاري: 4449.