محاذاة النص
حجم الخط
نبذة
من أعظم الأمور التي تُفسد حياة الإنسان، وتُضعف قوَّته، وتُذْهِب ماله أو بعضه، ويُؤثِّر بها على أولاده، وعلى جيرانه، وعلى المجتمع أجمع، هذه المفسدة التي هي: مفسدة الدخانالمقدم:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المُبْدِئ المُعِيد، الفَعَّال لما يريد، خلق الخلق فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ، وأرسل رسله بالتَّأييد، ووعد مَن أطاعهم بالمزيد، وتوعد مَن خالف أمرهم بالعقاب الشديد، نحمده على ما قدَّره وقضاه، ونصلي ونسلم على محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه.
أما بعد:
أيها الأفاضل، يَسُرُّ إدارة الشؤون الدينية باسمكم جميعًا أن تُرحب بفضيلة الشيخ: سعيد بن وهف القحطاني، الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في هذه الكلمة التوجيهية التي أسأل الله بِمَنِّه وكرمه أن يجعلها في موازين حسناته، وأن يرزقني وإياكم الانتفاع بما يقول، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.
التمهيد للموضوع
الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يَهْدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
أيها الإخوة، إنَّ الله تعالى لا يُوجب على عباده إلا ما يكون لهم فيه النَّفع في الدنيا والآخرة، ولا يُحرِّم إلا ما يكون فيه الضَّرر والمفاسد في الدنيا والآخرة.
وإنَّ من أعظم الأمور التي تُفسد حياة الإنسان، وتُضعف قوَّته، وتُذْهِب ماله أو بعضه، ويُؤثِّر بها على أولاده، وعلى جيرانه، وعلى المجتمع أجمع، هذه المفسدة التي هي: مفسدة الدخان.
الأدلة على تحريم التدخين وبيان أضراره
كثيرٌ من الناس ربما يكون عنده شكٌّ في الدخان، هل يكون مُحرَّمًا أو يكون مكروهًا؟
ننظر جميعًا في الأدلة، هل هناك دليلٌ يدل على تحريم الدخان أو كراهيته؟
الله تعالى يقول في كتابه العزيز عن النبي عليه الصلاة والسلام: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [الأعراف:157].
أجمع العقلاء من المسلمين وغيرهم -فإنَّ الكفار فيهم عُقلاء، لكنَّ العقول ليست كاملةً- أجمعوا جميعًا على أن الدخان خبيثٌ، ولا شكَّ في ذلك.
وقال الله تعالى: وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة:195]، ولا شكَّ أنَّ هذه الآية نزلتْ في الجهاد والإنفاق في الجهاد في سبيل الله تعالى، لكنها عامةٌ في كل شيءٍ يُؤدي بالإنسان إلى التَّهْلُكَة.
وقال الله تعالى: وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا [النساء:29]، ولا شكَّ أنَّ الدخان يُوصِل إلى الهلاك.
الأضرار الجسدية والهلاك المُحقق
أولًا: ذكر الأطباء أنَّ فيه موادًّا سامَّةً، منها مادة (النيكوتين)، وهي مادةٌ سامَّةٌ، وإذا وقعتْ للإنسان في جسده فإنها تُوصل إلى الموت، وإذا وصل للموت يُعتبر قاتلًا لنفسه؛ لأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام يقول: مَن تَحَسَّى سُمًّا فقتل نفسه، فَسُمُّه في يده يَتَحَسَّاه في نار جهنم خالدًا مُخَلَّدًا فيها أبدًا[1]، هكذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام.
وجاء في أحاديث أخرى: مَن تَرَدَّى من جبلٍ ... ومَن قتل نفسه بحديدةٍ فحديدته في يده ...[2]، إلى غير ذلك.
فالخلاصة: أنَّ مَن شرب الدخان، وكان سببًا في موته، سواء كان بالسرطان -نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية- لأنه ثبت عند الأطباء أنه يُؤثِّر ويُسبِّب مرض السرطان في الرئتين، ويُسبِّب مرض السرطان في الحنجرة، ويُسبِّب مرض السرطان في الشَّفتين، وخاصةً (الغَلْيُون)[3] و(الشيشة)[4] فإنها تُسبب أمراض السرطان في الشفتين وفي غيرها، ويُسبب تشميع الكبد، وتحصل به الأضرار، ويُسبب ضيق التَّنفس.
الأضرار الاجتماعية والاقتصادية
ويُسبب البُعد عن أهل الخير؛ فإنَّ الذي يشرب الدخان لا يستطيع أن يأتي إلى المجتمعات الطيبة، ويُسبب الابتعاد عن المجالس الطيبة، فإنَّ كثيرًا من المُدخنين لا يستطيع أن يأتي قُرب أهل الخير، خاصةً في المساجد، فشارب الدخان -في الغالب- لا يأتي إلى الصفِّ الأول، ولا يُبَكِّر؛ لأنه يجد في نفسه النَّقص.
ولا شكَّ أنَّ الدخان فيه أضرارٌ كثيرةٌ، وفيه مفاسد، ثم هو مُحرَّمٌ؛ لأنه مع هذه الأضرار كذلك يكون من الإسراف: وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا [الإسراء:26- 27].
وذكر بعض العلماء أنه لو كانت هناك دولةٌ فيها مئة مليون -هذا من باب الأمثلة- وهناك عشرة ملايين يشربون الدخان، فإن هذه الدولة يُنْفَق فيها عشرة ملايين يوميًّا، وفي الشهر كم تكون؟!
عشرة ملايين في ثلاثين، تكون ثلاثمئة مليون في الشهر الواحد!
هذه مبالغ هائلةٌ، ربما إذا استُخدمتْ في طاعة الله، وفي القُوات، وفي غير ذلك مما ينفع المسلمين تكون أموالًا عظيمةً.
ولهذا مع الأضرار الجسدية تكون فيه أضرارٌ ماديَّةٌ، وأضرارٌ اجتماعيةٌ كذلك؛ فإذا كان الإنسان يشرب الدخان فإن ولده وأقرباءه ربما يتأثرون به، ولا يستطيع أن يُنْكِر على ولده -في الغالب- فلو رأى ولده يشرب الدخان يقول: يا بني، لا تشرب الدخان. فيقول: أنت تشرب الدخان! لأنه يعتبر الكمال في الوالد، فإذا شرب الوالد الدخان فإنه في هذه الحالة يشرب الولد.
وغير ذلك من المفاسد التي لا تُحْصَر في هذا، ويكفي فيه السبب الذي سمعتُموه، وهو الأضرار الجسدية، والأضرار المادية، والأضرار الاجتماعية.
قصص عن سُوء الخاتمة بسبب الدخان
كذلك هناك أضرارٌ: منها أنه يُسبِّب سُوء الخاتمة، والعياذ بالله.
ذكر الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجري في كتابٍ له يُسميه: "الدلائل الواضحات على تحريم المُسْكِرات والمُخدرات"، وهذا الكتاب مطبوعٌ تقريبًا عام 1386ه، ولم يوجد في السوق، لكني وجدتُه عند الشيخ الدكتور عائض بن فدغوش -أسأل الله أن يغفر له- في مكتبته العامة، فصورتُه منه -يعني: من هذا الشيخ غفر الله له- اسمه: "الدلائل الواضحات في تحريم المُسكرات والمُخدرات".
ذكر من أسباب سُوء الخاتمة: أن رجلًا مات -ذكر بالسند: عن فلان، عن فلان- وعند الموت قيل له: قل: لا إله إلا الله. فقال: هذا تتنٌ حار. ومات على هذه الكلمة!
وذكر في هذا الكتاب -التويجري رحمه الله تعالى- أن رجلًا آخر كان عنده في الموت رجلٌ يقول له: قل: لا إله إلا الله يا فلان. فكرر عليه، ولم يقلها، قال: والله ما استطعتُ أن أقولها؛ لأن المَلَك يُمْسِك لساني ويقول: أنت آذيتني بالدخان!
لأن المَلَك من جيران الإنسان؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: إن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم[5]، فلم يستطع أن يقول: لا إله إلا الله.
وذكر فيه قصصًا كثيرةً، منها أنه يقول: إن وليَّ الأمر بعث سُعاةً -يعني: الذين يَجْبُون الزكاة من الأعراب ومن أهل الأموال الظاهرة- وفي طريقهم كان معهم رجلٌ صالحٌ في الظاهر، لكنه كان يتأخر عنهم، واكتشفوا أنه يشرب الدخان! فمات في الطريق.
وحينما مات في طريقهم أرادوا أن يحفروا له قبرًا ويدفنوه، ولكن ما عندهم مَسَاحٍ ولا شيء، فقالوا: إذن نبحث عن شيءٍ. فوجدوا أعرابيًّا في البادية، فلم يجدوا عنده إلا فأسًا، فقالوا: أَعِرْنَا الفأس -جزاك الله خيرًا- لعلنا نحفر قبرًا لزميلنا. فأعارهم الفأس.
وذهبوا وحفروا القبر، ودفنوا أخاهم، ولكن أثناء الحفر بالفأس كانت العصا طويلةً، فأخرجوا العصا، وحفروا برأس الفأس، ونَسُوا الفأس في القبر، وحينما دُفِنَ هذا الرجل قالوا: تركنا الفأس! إذن الأعرابي البدوي ما يُقَصِّر، يُسامحنا في هذا.
فذهبوا إليه، فقال: أنا لا أسمح لكم، لا بد أن تأتوا بفأسي. ما عنده شيءٌ، مُحتاجٌ إلى هذا الفأس، فحاولوا معه فامتنع، فقالوا: إذن نبحث في القبر.
فَنَبَشُوا القبر، فوجدوا أمرًا عظيمًا؛ وجدوا الرجل قد تحول رأسه داخل الفأس مكان العصا! نسأل الله العفو والعافية.
فحينئذٍ نادوا الأعرابي وقالوا: انظر إلى هذه الحالة. فقال: آمنتُ بالله. وترك الفأس.
وغير ذلك.
فيا إخواني، شرب الدخان -أولًا- مُحرَّمٌ؛ لأنه يُسبِّب قتل النفس، ويُسبِّب أمراضًا كثيرةً.
الدخان وإيذاء الجار والملائكة
كذلك يُسبب التَّبذير، ويُسبب إيذاء الجيران؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يُؤْذِ جاره[6]، وأعظم الجيران: الملائكة الذين يكتبون الحسنات والسيئات، والحَفَظَة من أمامك، ومن خلفك: لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ [الرعد:11].
تساؤلات عقلية تدل على خُبْث الدخان
عليك يا عبدالله أن تنصح إخوانك، وإن لم يكن كثيرٌ من الناس يشربون في هذا المقام، لكن عليه أن يُبَلِّغ، مَن سمع شيئًا بلَّغه، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: بَلِّغوا عنِّي ولو آيةً[7].
ويُعين الإنسانَ على تركه مُراقبةُ الله تعالى في السر والعلن، وإذا جاء الوسواس إليه وقال: إن الدخان مكروهٌ. فعليه أن ينظر إلى أمورٍ؛ لأن كثيرًا من الناس لا يقتنع بالأدلة، فعليه أن ينظر إلى أمورٍ عقليةٍ:
أولًا: هل الدخان طيِّبٌ؟
سمعنا أنه بالإجماع ليس بطيبٍ.
ثانيًا: ثم ينظر إلى أمرٍ آخر لو شكَّ في تحريمه: هل يُشْرَب في المساجد؟
لماذا لا يُشْرَب في المساجد؟ والعياذ بالله.
كثيرٌ من الناس يقول: لا يجوز؛ لأنها بيوت الله تعالى.
ثالثًا: طيب، لماذا لا يُشْرَب باليمين؟
لو جئتَ إلى إنسانٍ يشرب بشماله الدخان وقلتَ: يا أخي، اتَّقِ الله تعالى، اشرب بيمينك.
ماذا سيقول لك؟
يقول: هذا خبيثٌ.
طيب، لو رأيت إنسانًا شرب ولم يُسَمِّ، ما سمَّى الله على الدخان، فلو قلتَ: يا أخي، اتَّقِ الله، سَمِّ، فالنبي عليه الصلاة والسلام يأمر بالتَّسمية.
لَازْدَرَاكَ؛ لأنه يقول: أُسَمِّي على الخبيث؟!
ثم لو رأيت إنسانًا يدوس خُبزةً بقدمه أمام الناس لَاقْشَعَرَّ جلدك، تدوس النعمة!
لكن لو داس الدخان برجله.
لو قيل لبعض الناس: لماذا تدوس الدخان برجلك؟ يقول: خبيثٌ.
ثم إن بعض الناس يشربه في أماكن ... يعني: ينبغي أن يُذكر في هذا المكان إذا كان ممنوعًا في بعض الدوائر، أو في بعض المدارس؛ فيذهب إلى أماكن قبيحةٍ، وربما يُلَوِّث نفسه من جميع الجهات، ويشرب الدخان بهذه الأماكن، وهذا يدل على خُبْثِه، وعلى أن الذي يشربه ينبغي له أن يتَّقي الله تعالى، وأن يتوب إلى الله تعالى قبل أن يحصل الضَّرر.
قصةٌ من الواقع عن عواقب الإدمان
أخبرني بعض الجيران -نسأل الله العافية- وهو إمام مسجدٍ في طريق الخَرْج، أخبرني أنَّ هناك إنسانًا كان في المستشفى العسكري قبل سنين طويلةٍ -قبل عشرين سنةً تقريبًا- وهو من خارج البلاد، قال: إنه أُصيب بالسرطان في لسانه -نسأل الله أن يُعافينا وإياكم وجميع المسلمين- فَقَرَّر الأطباء أن يُقْطَع اللسان من أصله.
قال: وفي ليلة العملية خرج من المستشفى، ما صبر.
قال: ورجع في اليوم الثاني، نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية.
هذه من الأسباب، والإنسان عليه أن يسعى في الخير جاهدًا، وليس عليه أن تتم المطالب، فقد تحصل للإنسان أمراضٌ وهو لا يشرب هذا، لكن عليه أن يأخذ بالأسباب التي تُوصل إلى السلامة.
فيا عبدالله، عليك أن تعلم أنَّ هذا من الأمور المُحرَّمة بكتاب الله تعالى وبِسُنَّة النبي عليه الصلاة والسلام، كما سمعتُم في الحديث: مَن تَحَسَّى سُمًّا فقتل نفسه، فَسُمُّه في يده ...[8]، وهذا فيه سُمُّ (النيكوتين)، وكذلك قال عليه الصلاة والسلام: لا ضرر ولا ضِرَار[9]، فعليك أن تتَّقي الله تعالى.
وأنصح بشريطٍ استمعتُ له تُوزعه الشؤون الدينية بالحرس الملكي، وهو خطبةٌ لصالح بن حُميد -جزاه الله خيرًا- خطبةٌ عظيمةٌ في تحريم شُرب الدخان، فينبغي للمسلم أن يبتعد عنه.
التَّحذير من (الشيشة) والمُعسّل
كذلك (الشيشة)، وما أدراك ما (الشيشة)؟!
لأنَّ كثيرًا من الناس يُحَسِّن الأمور المُحرَّمة؛ فيكتب عليها "مُعسّل"! جِرَاب مُعسّل!
كيف مُعسّل؟!
هذا مُخَبَّثٌ -نسأل الله العفو والعافية- وهذا يضرُّ الناس.
مسؤولية أهل الحي تجاه بيع الدخان
ثم أُخبركم بأمرٍ آخر: أن الذي يكون في حارةٍ من الحارات ... وأستغفر الله أن أكون مُقَصِّرًا في هذه المسألة؛ لأن الإنسان يجب عليه أن يُبلِّغ حتى لو كان مُقَصِّرًا.
لو كنتَ في حارةٍ من الحارات، وهناك مكانٌ يبيع الدخان بجانب بيتك، فلك أن تشتكيه إلى المحكمة وتقول: هذا المكان يضرنا كجيرانٍ. والمحكمة تُنفذ هذا وتمنعه؛ لأنه ضررٌ.
فلو قُدِّم إلى المحكمة يُستدعى هذا، ثم يُمْنَع الدخان، لماذا؟
لأنه يضرنا ويضرُّ أبناءنا، ولا نريد ذلك.
فنصيحتي لمَن كان بجانب بيته شخصٌ يُؤذي المسلمين، وكانت له سلطةٌ عليه؛ أن يشتكيه إلى المحكمة، فإنه سيُمنع -بإذن الله تعالى- حتى لو أَذِنَت البلدية بهذا؛ لأنَّ المحكمة تحكم بما ينفع الناس، وعندهم أوامر من ولاة الأمر أن يحكموا بما ينفع الناس، ويدفعوا عنهم ما يضرُّهم.
الخاتمة
أسأل الله تعالى بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلا أن يُوفِّقني وإياكم لطاعته، وأن يُجَنِّبني وإياكم معصيته، إنه على كل شيءٍ قديرٌ، وأن يرزقني وإياكم التوبة النَّصوح، ومَن تاب تاب الله عليه.
قد يحصل للإنسان ابتلاءٌ عند ترك الدخان، وبعضهم ربما يَتْفُل الدم، لكن عليه أن يصبر ويحتسب، وعليه أن يتعالج، فهناك علاجاتٌ له عند الأطباء، وأعظم العلاج: التوبة والعزيمة.
ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى أن الإنسان إذا عزم على ترك شيءٍ فإنه يتلذذ بهذا الترك، يتلذذ بتركه لله؛ لأنه تركه لله.
أما إذا تركه من أجل أن يَسْلَم من الأمراض، ومن أجل الناس، ويستحي، ويخاف أن يُصيبه مرضٌ؛ هذا لا يحصل على هذه اللذة، لكن مَن تركه لله، يرجو ثواب الله، ويخشى عقابه؛ هذا سيتلذَّذ بتركه لله تعالى.
أسأل الله لي ولكم التوفيق والتَّسديد والإعانة.
وأشكر إدارة الشؤون الدينية في هذه الوحدة وهذا المُجمع على استدعائي لإلقاء هذه الكلمة.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
| ^1, ^2, ^8 | رواه البخاري: 5778، ومسلم: 109. |
|---|---|
| ^3 | هو أُنبوبٌ للتدخين له رأسٌ مُجَوَّفٌ يُحْشَى فيه التَّبْغ. ينظر: "معجم اللغة العربية المعاصرة" لأحمد مختار عمر: 2/ 1639. |
| ^4 | النَّارجيلة التي تُستعمل في التدخين. ينظر: "المعجم الوسيط": 1/ 503. |
| ^5 | رواه مسلم: 564. |
| ^6 | رواه البخاري: 6018، ومسلم: 47. |
| ^7 | رواه البخاري: 3461. |
| ^9 | رواه ابن ماجه: 2341، وأحمد: 2865، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة": 250. |