تخطى إلى المحتوى

نبذة

الله تبارك وتعالى لا يُغَيِّر ما بالناس من خوفٍ إلى أمنٍ واطمئنانٍ إلا بتغيير ما بأنفسهم من المعاصي والتوبة إلى إليه

..... وسيئات أعمالنا، مَن يَهْدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أمر بطاعته، ونهى عن معصيته، وكتب الفوز والفلاح لمَن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من هذه الأُمَّة، فقال تبارك وتعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110].

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، وجاهد في الله حقَّ جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه ما تَتَابَعَ الليل والنهار وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

أيها الإخوة في الله، ما زلنا نعيش جميعًا هذه الأحداث التي حَلَّتْ بالمسلمين، نسأل الله ​​​​​​​ أن يُفَرِّجها عنهم، ويُوفِّقهم إلى ما يُحِبُّه ويرضاه؛ فإنه تبارك وتعالى القادر على ذلك.

وسمعنا جميعًا في الخُطَب الماضية وفي غيرها من أهل العلم والإيمان وطلبة العلم، سمعنا جميعًا أنَّ هذه المصائب لا تُصيب الناس ولم تَحُلَّ بالناس إلا بسبب ذنوبهم؛ لقول الله تبارك وتعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]، ولقوله تبارك وتعالى: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء:79]، ولقوله تبارك وتعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم:41].

وآياتٌ كثيراتٌ في هذا الموضوع.

أسباب النصر وسُبُل النَّجاة من المُهْلِكَات

بَيَّنَّا -بل بَيَّنْتُ- في الخُطَب الماضية بعض أسباب النصر على الأعداء، وبعض المخارج من الهزائم والمُهْلِكَات إذا حَلَّتْ بالناس؛ فإنهم يلجؤون إلى:

أولًا: التوبة النَّصوح.

ثانيًا: القيام بالواجبات، والابتعاد عن المُحرَّمات.

ثالثًا: تقوى الله ​​​​​​​، وهي تَدْخُل في ذلك.

رابعًا: الاقتداء بالنبي قولًا وفعلًا واعتقادًا.

خامسًا: الدعاء، وهو الذي بيَّنه الله ​​​​​​​ في كتابه العزيز، وبيَّن أنه يستجيب الدعاء، كما قال تبارك وتعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].

والأمر السادس هو: الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، فإذا قام به المسلمون نَجَوا جميعًا.

فهل طبَّقنا ذلك؟ وهل أظهرنا من أنفسنا التَّغيير؟

لأنَّ الله تبارك وتعالى يقول: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11].

تغيير ما بالنفوس طريقٌ إلى النصر

مضى ما يُقارب عشرين يومًا على المسلمين بعدما وقع بهم من الخوف، وهذا بسبب ذنوبنا، كما قال الله : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة:155]، فهذا بسبب ذنوبنا، فهل غَيَّرْنَا ما بأنفسنا؟

الله ​​​​​​​ لا يُغَيِّر ما بالناس من نعمةٍ إلى خوفٍ إلا بارتكاب المعاصي والابتعاد عن أوامره تبارك وتعالى، ولا يُغَيِّر ما بالناس من خوفٍ إلى أمنٍ واطمئنانٍ إلا بتغيير ما بأنفسهم من المعاصي والتوبة إلى الله تبارك وتعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ.

نُطبِّق ذلك على أنفسنا، هل غَيَّرنا ما بأنفسنا من المُحرَّمات؟ وخاصةً أكل الربا، وَوَضْعه في البنوك الربوية التي حرَّمها الله تبارك وتعالى، وجعل مَن يقوم بالربا مُحاربًا لله ولرسوله ، فعليه أن يتجهَّز ويستعدَّ بما أُوتي من قوةٍ؛ ليُقابل الله تبارك وتعالى، فإنه الذي يُحاربه ورسوله ، فهل عنده استطاعةٌ أن يفعل ذلك؟! هل عنده استطاعةٌ أن يُحارب ربَّ الأرض والسماوات القادر على كل شيءٍ، الذي إذا أراد شيئًا فإنما يقول له: كُنْ، فيكون؟!

ولذلك بيَّن الله ​​​​​​​ ذلك في كتابه، وأعلنه للمُرَابِين، يقول الله ​​​​​​​: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۝ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة:278- 279]، اعلموا أنكم مُحاربون لله، اعلموا أنكم ستُلاقون الله ​​​​​​​، فَيُحاربكم على هذه المعصية.

فالمُرَابي -أو الذي يتعامل بالربا- يُحارب الله ​​​​​​​، وربما يكون هو من أسباب هزيمة المسلمين.

فإذا كان المسلم قد وقع في شيءٍ من ذلك فعليه أن يتوب إلى الله، ويُرْجِعَ ما أخذه، ويصرفه في الأشياء التي تنفع المسلمين، ولا يعتقد أن الله يُثِيبه على ذلك، وإنما يُثِيبه على التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، حتى وَضْعُ المال أو النقود في البنوك التي تتعامل بالربا، فإنَّ ذلك مُحرَّمٌ؛ لقوله تبارك وتعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].

فالمسلم عليه أن يَتَّقِيَ الله، ويبتعد عن لعنة النبي ؛ فقد لعن محمدٌ آكلَ الربا ومُوكِله وكاتبه وشاهديه[1].

فالمسلم عليه أن يتَّقِيَ الله ، هل غَيَّرَ من نفسه هذه الجريمة؛ حتى يفوز المسلمون، حتى يكونوا عونًا، ويكونوا من أدوات القوة لنصر المسلمين أم أنه يُسبِّب لهم الهزيمة؟

هل غَيَّرنا من أنفسنا ما نقع فيه من بعض المُحرمات: كَشُرب المُخدِّرات والمُسْكِرات، أو الوقوع فيما حرَّم الله، أو تربية الأولاد على ما حرَّم الله، أو جعل الأشياء التي تُفْسِد الأولاد والنساء في البيوت؟

هل أخرجنا ما يُغْضِب الله ​​​​​​​ من الأفلام الخليعة، والأفلام الجنسية التي تدعو إلى غضب الله، وتدعو إلى الزنا، وتدعو إلى المُسْكِرات، وتدعو إلى كل شرٍّ؟ هل غَيَّرنا ذلك من أنفسنا؟

هل طَهَّرنا بيوتنا كذلك من أدوات اللهو، خاصةً الغناء المُحرَّم؟ هل طَهَّرنا سياراتنا كذلك ومتاجرنا من استماع ما حرَّم الله؟

إذا فعلنا ذلك فهذا من أسباب نصر المسلمين، وهو دِعامةٌ قويةٌ أو ركنٌ عظيمٌ من أركان انتصار المسلمين؛ لأنَّ الإنسان إذا غيَّر من نفسه فإنه حينئذٍ يُساعد المسلمين على الانتصار، ولو كان في غير الجبهة؛ لأنَّ الله تبارك وتعالى ينصر المسلمين جميعًا إن هم أطاعوا الله ​​​​​​​: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ۝ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [غافر:51- 52].

هل غَيَّرنا من أنفسنا ذلك؟

على المسلم أن يَتَّقِيَ الله ​​​​​​​، ويُغَيِّر ما بنفسه.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من واجبات الإسلام

الأمر السادس الذي سمعتُموه -وهو الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر- هو أمرٌ عظيمٌ، ودِعامةٌ عظيمةٌ من دعائم النصر على الأعداء؛ لأنَّ الله تبارك وتعالى خذل مَن ترك الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، ولعنه على لسان أنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم، وأعدَّ له عذابًا عظيمًا في الدنيا والآخرة، والخزي والعار، فقال الله ​​​​​​​: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ۝كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [المائدة:78- 79].

والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر واجبٌ من واجبات الإسلام، بل ذكر بعضُهم أنه الركن السادس من أركان الإسلام، ذكر بعضُ أهل العلم أن الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر ركنٌ سادسٌ من أركان الإسلام؛ لأن الإسلام لا يقوم إلا بالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، والدعوة إلى كل خيرٍ، والنَّهي عن كل شرٍّ.

فالمسلم عليه أن يَعْلَمَ ذلك؛ ولذلك أوجبه الله ​​​​​​​ على طائفةٍ من المؤمنين يَكْفُون في ذلك، فقال الله تبارك وتعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وبيَّن أنَّهم هم المُفلحون، قال الله ​​​​​​​: وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104].

وقال النبي عليه الصلاة والسلام: مَن رأى منكم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، ومَن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان[2].

وقال صلوات الله وسلامه عليه في حديث ابن مسعودٍ  عند مسلمٍ: ما من نبيٍّ بعثه الله في أُمَّةٍ قبلي إلا كان له من أُمَّته حواريُّون وأصحابٌ يأخذون بِسُنَّته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تَخْلُفُ من بعدهم خُلُوفٌ يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يُؤْمَرون، فمَن جاهدهم بيده فهو مؤمنٌ، ومَن جاهدهم بلسانه فهو مؤمنٌ، ومَن جاهدهم بقلبه فهو مؤمنٌ، وليس وراء ذلك من الإيمان حَبَّةُ خَرْدَلٍ[3].

هذا بيان النبي صلوات الله وسلامه عليه.

خطورة ترك الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر

هذا وجوب الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وبيَّن الله ​​​​​​​ عقاب مَن تركه كما سمعتم في الآية، وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: والذي نفسي بيده، لَتَأْمُرُنَّ بالمعروف، ولَتَنْهَوُنَّ عن المنكر، أو لَيُوشِكَنَّ اللهُ أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم لَتَدْعُنَّهُ فلا يستجيب لكم[4]، رواه الإمام أحمد بإسنادٍ صحيحٍ.

هذا قَسَمٌ منه عليه الصلاة والسلام، أقسم بالذي نفسه بيده، قال: والذي نفسي بيده، لَتَأْمُرُنَّ بالمعروف، ولَتَنْهَوُنَّ عن المنكر، أو لَيُوشِكَنَّ الله أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم لَتَدْعُنَّهُ فلا يستجيب لكم.

وقد رُوِيَ عنه عليه الصلاة والسلام -وإن كان في سند هذا الحديث مجهولٌ، لكنه يكون معضودًا بما سمعتُم- أنه قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: مُرُوا بالمعروف، وَانْهَوا عن المنكر، من قبل أن تدعوني فلا أُجيبكم، وتسألوني فلا أُعطيكم، وتَسْتَنْصِرُوني فلا أنصركم[5]، رواه الإمام أحمد.

هذا أمرٌ عظيمٌ، وبيانٌ من الله ​​​​​​​، وبيانٌ من النبي عليه الصلاة والسلام؛ ولذلك ثبت في "سنن أبي داود" وغيره بإسنادٍ حسنٍ: أنه عليه الصلاة والسلام قال: ما من رجلٍ يكون في قومٍ يعمل فيهم بالمعاصي، يقدرون على أن يُغَيِّروا عليه، فلا يُغَيِّرون إلا أصابهم اللهُ بعقابٍ قبل أن يموتوا[6].

تحذيرٌ من الله على لسان النبي عليه الصلاة والسلام: أن الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر إذا مات في قومٍ، فلم يأمروا بالمعروف، ولم يَنْهَوا عن المنكر، وهم قادرون على ذلك؛ أصابهم الله بعقابٍ قبل أن يموتوا، كما بيَّن النبي عليه الصلاة والسلام.

وكان أبو بكرٍ يقول: "يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية، وتضعونها على غير ما وضعها الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة:105]، وإنَّا سمعنا رسول الله يقول: إن الناس إذا رَأَوُا المُنْكر، لا يُغَيِّرونه؛ أوشك أن يَعُمَّهم اللهُ بعقابه"[7]، فهذا تحذيرٌ منه عليه الصلاة والسلام.

وقد بيَّن الله ​​​​​​​ في كتابه العزيز أن الفتنة أو المصائب ربما تَعُمُّ الصالحَ والطَّالحَ إذا تركوا الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر؛ ولذلك يقول الله ​​​​​​​ في كتابه العزيز: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الأنفال:25].

اتَّقوا فتنةً لا تُصيب الذين ظلموا وعَصَوا الله ​​​​​​​ وابتعدوا عن أوامره فحسب، وإنما تُصِيب الصالح والطَّالح؛ لأنهم تركوا الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر؛ فلذلك يُصيبهم الله ​​​​​​​ جميعًا، ثم يُنْجِي تبارك وتعالى مَن كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، كما قال الله ​​​​​​​: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [الأعراف:165].

يُبيِّن الله ​​​​​​​ أن الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر إذا غاب في قومٍ فإنه يَعُمُّهم بعقابه تبارك وتعالى، أما الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إذا ظهر فإن الله يُنْجِيه، وهذه سُنَّته في عباده تبارك وتعالى؛ فإنه أَنْجَى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: نوحًا عليه الصلاة والسلام ومَن اتَّبَعه، وكذلك هودٌ عليه الصلاة والسلام، وصالحٌ وشُعيبٌ ولوطٌ وإبراهيم، وغيرهم من الأنبياء والصالحين، هل عاقبهم الله ​​​​​​​ مع مَن عاقب؟

كلا، أنجاهم الله ​​​​​​​؛ لأنهم كانوا يَنْهَون عن السُّوء، وأخذ الله الذين ظلموا بعذابٍ بَئِيسٍ بما كانوا يَفْسُقون.

فعلينا جميعًا أن نقتدي بالأنبياء، وخاصةً النبي عليه الصلاة والسلام، وأن نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر؛ حتى نَنْجُو في الدنيا قبل الآخرة.

بعض الناس يقول: أنا أريد أن أعيش سعيدًا، وإذا متُّ فالأمر إلى الله .

والله لا تعيشُ سعيدًا إلا إذا أمرتَ بالمعروف ونهيتَ عن المنكر؛ فإن ذلك من دعائم السعادة في الدنيا قبل الآخرة.

أما إذا رأيتَ المُجرم يتأخَّر عن صلاة الجماعة، أو يفعل المُحرَّمات، أو يتعامل بالربا، أو يستمع إلى ما حرَّم الله، أو يُدْخِل على زوجته وأولاده وبناته ما حرَّم الله ويُفْسِد أخلاقهم، أو يترك أولاده يَتَسَكَّعون في الشوارع، فلم تأمر بالمعروف، ولم تَنْهَ عن المنكر؛ فأنت مُشَارِكٌ له، وأنت بذلك تستحق العقوبة قبل أن تموت.

ولذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام نائمًا في يومٍ من الأيام، فاستيقظ عليه الصلاة والسلام، فقال: لا إله إلا الله، ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب؛ فُتِحَ اليوم من رَدْمِ يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلَّق بين أصبعين من أصابعه صلوات الله وسلامه عليه، فقيل: يا رسول الله، أَنَهْلِكُ وفينا الصَّالحون؟ فقال عليه الصلاة والسلام: نعم، إذا كَثُرَ الخَبَثُ[8].

إذا كَثُرَ الخَبَثُ هلك الصالح والطالح إلا مَن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، فهو سيُنْجَى بإذن الله .

وهذا دليلٌ واضحٌ، ودليلٌ حسيٌّ معنويٌّ على أن مَن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر سيُنْجَى.

ولذلك لو نظر الإنسان إلى بعض مَن ابتُلِيَ من الناس، ونظر إلى الصادق من البشر؛ سيُوفَّق، فقبل حلول الهزائم، أو قبل المصائب، أو قبل الأمراض، أو قبل الزلازل، أو قبل المصائب التي تُصيب الناس يجعل الله له مَخْرَجًا، يُخْرِجه لأنه كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ثم يأخذ الذين ظلموا بعذابٍ بَئِيسٍ بما كانوا يَفْسُقون.

فعلينا أن نعلم ذلك، وأن النصر والتوفيق والسعادة بيد الله ، ولا يكون ذلك إلا بالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، فهو صِمَام الأمان، وهو الذي يَسْتَأْمِنُ به المسلمون في ديارهم وأوطانهم، وكذلك على أهليهم وأموالهم ونفوسهم، بل وعلى دينهم، فعلينا أن نأمر بالمعروف ونَنْهَى عن المنكر.

بعض الناس ربما يزور أخًا له، أو يزور أصدقاءه، ويرى من المُنكرات ما الله به عليمٌ، ثم يأكل ويشرب، ثم يذهب كالثَّور، لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر؛ لماذا؟

لأنه يستحيي من الناس، لا يستحيي من الله الذي لا إله إلا هو، ويستحيي من الناس؛ ولذلك هذا يستحق قوله عليه الصلاة والسلام -فيما يُرْوَى عنه في معنى الحديث- أن الإنسان إذا أرضى الناس بسخط الله؛ سَخِطَ اللهُ عليه، وأسخط عليه الناس، وإذا أسخط الناس برضا الله ؛ فالله يرضى عنه، ويُرْضِي عنه الناس[9]؛ لأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابعه تبارك وتعالى.

أسأل الله أن يجعلني وإياكم من الذين يستمعون القول فَيَتَّبعون أحسنه، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

***

..... ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهَدْي هَدْي محمدٍ ، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتها، وكل مُحْدَثةٍ بدعةٌ، وكل بدعةٍ ضلالةٌ، وكل ضلالةٍ في النار.

إصلاح النفس وإصلاح الغير واجبان متلازمان

أيها الإخوة في الله، الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر دِعامةٌ عظيمةٌ، وركنٌ عظيمٌ، فعلى المسلم ألا يُغْفِلَهما، بل عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قبل أن يُخْزَى، قبل أن يُذَلَّ في الدنيا قبل الآخرة، قبل أن يقع في مصائب اللهُ تبارك وتعالى بها عليمٌ.

فعليه أن يرحم نفسه، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر؛ امتثالًا لأمر الله ، وعليه أن يبدأ أولًا بنفسه، فيأمرها بالمعروف، وينهاها عن المنكر.

ولذلك ثبت عنه عليه الصلاة والسلام: أن الرجل يُؤْتَى به يوم القيامة، فيدور بأمعائه في النار، وحينما يدور بأمعائه في النار كالحمار يأتيه أهل النار فيقولون: يا فلان، ما لك؟! ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟! فيقول: بلى، كنتُ آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه[10].

فحينئذٍ هذا عقابٌ عظيمٌ لمَن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ولم يُطبِّقه على نفسه، ولكن لا يُثَبِّطْه، ولا يجعله يبتعد عن المعروف والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، بل عليه أن يأمر؛ لأن الإنسان -كما ذكر أهل العلم- عليه واجبان:

  1. الواجب الأول هو: أن يأمر نفسه بطاعة الله، وينهاها عن معصيته تبارك وتعالى.
  2. والواجب الثاني هو: أن يأمر الناس بطاعة الله، وينهاهم كذلك عن معصية الله.

فإذا قام بواجبٍ ابتغاء وجه الله وترك الثاني؛ سقط عنه ما قام به، وبَقِيَ عليه ما تركه.

بعض البشر حينما يرى بعض الناس يقعون في معاصٍ، وهو يقع فيها يسكت.

لا، عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى لو كان هو يعمله؛ لأن عليه واجبين -كما سمعتُم- يسقط عنه واجبٌ، ويبقى عليه الآخر يُحاسَب عليه حينما يلقى الله تبارك وتعالى.

فعلينا جميعًا أن نأمر أولًا أنفسنا، ثم بعد ذلك نُطَهِّر بيوتنا، ونُصلح ذُرياتنا وأولادنا؛ نأمرهم بطاعة الله، ونُخْرِج من بيوتنا ما يُفْسِد أخلاقهم ويُبْعِدهم عن الدين الإسلامي.

كذلك نُعَلِّمهم ما يعود عليهم بالنَّفع في الدنيا والآخرة؛ نأمرهم بطاعة الله، ونصطحب أولادنا إلى المساجد حتى يُؤَدُّوا فرائض الله .

ثم بعد ذلك جيراننا وأصدقاؤنا كذلك نُصْلِحهم؛ نأمرهم بالمعروف، وننهاهم عن المنكر بالتي هي أحسن، بالكلام الطيب، بالتوجيه الحسن.

وإذا فعل ذلك الإنسان ابتغاء وجه الله  وجد الخير الكثير عند الله  في الدنيا قبل الآخرة.

ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام: مَن دلَّ على خيرٍ فله مثل أجر فاعله[11]، ويقول صلوات الله وسلامه عليه: مَن سنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فله أجرها وأجر مَن عمل بها بعده، من غير أن يَنْقُص من أجورهم شيءٌ، ومَن سنَّ في الإسلام سُنَّةً سيئةً كان عليه وِزْرُها ووِزْرُ مَن عمل بها من بعده، من غير أن يَنْقُص من أوزارهم شيءٌ[12]، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.

وكذلك الحديث الآخر: ومَن دعا إلى ضلالةٍ ...[13] إلى آخر الحديث.

فعلى المسلم أن يحرص على الثواب العظيم، فلو هدى الله على يد الإنسان إنسانًا، فأطاع الله ، وامتثل أوامره، فهذا سعادةٌ له في الدنيا قبل الآخرة، يقول النبي عليه الصلاة والسلام لعليٍّ : فوالله لَأَنْ يَهْدِي الله بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من أن يكون لك حُمْرُ النَّعَم[14]، يعني: خيرًا له من الأموال كلها، وخيرًا له مما على الأرض من الإبل التي كانت هي أغلى الأموال عند العرب.

فالمسلم مع ما يأمنه من الفتن، ومع ما يحصل له من السعادة في الدنيا قبل الآخرة، كذلك يُنْجَى، وكذلك يحصل على الثواب العظيم في الدنيا قبل الآخرة؛ ولذلك يقول الله : لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء:114]، فبيَّن الله أن مُحادثة الناس والكلام مع الناس لا خيرَ في كثيرٍ منه، ما قال الله ​​​​​​​: لا خير في نجواهم. لا، بل قال الله : لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا.

فعلينا أن نَتَّقِيَ الله ، ونأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر؛ حتى نُوفَّق، وحتى نَنْجُوَ من العذاب، وحتى نجعل سببًا عظيمًا ودعائمَ من دعائم النصر لإخواننا المسلمين في كل مكانٍ؛ علينا أن نُعِينهم بالدعاء، ونُعِينهم بالتوبة النَّصوح، والخروج من المعاصي والذنوب قبل أن يَحُلَّ بنا ما حلَّ بغيرنا، فإن المصائب التي حَلَّتْ بالناس في شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها إنما هي بسبب الذنوب، كما بيَّنه ربنا ، وبيَّنه النبي عليه الصلاة والسلام.

فَلْيَنْتَبِه العاقل، مَن كان له عقلٌ، أو كان له سمعٌ صحيحٌ، وبصرٌ يُبْصِر به صحيحٌ، فعليه أن يأخذ من هذه العِبَر وهذه المصائب عِبرةً.

ومَن كان من الصنف الثاني فقد بيَّن الله أن هناك أناسًا لهم قلوبٌ لا يعقلون بها، ولهم آذانٌ لا يسمعون بها، ولهم أعينٌ لا يُبْصِرون بها، ثم بيَّن الله أنهم هم الغافلون: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ كالبقر والغنم والإبل، ثم قال: بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف:179].

فعلى المسلم أن يَتَّقِيَ الله ويعتبر حتى يفوز، وحتى يَنْجُوَ من العذاب الأليم؛ لأنَّ الله تبارك وتعالى لا يُغيِّر ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم، وعلينا أن نَتَّقي الله ​​​​​​​.

أسأل الله الذي لا إله إلا هو بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يَمُنَّ علينا جميعًا بالتوبة النَّصوح، وبالقيام بأوامره كلها، والابتعاد عن نواهيه كلها، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.

وأن يرزقنا الاستقامة على ذلك حتى نلقاه وهو راضٍ عنا، وأن يرزقنا الرغبة فيما عنده تبارك وتعالى، فإن الإنسان إذا رَغِبَ فيما عند الله ، ورَهِبَ ما عنده من العقاب؛ حينئذٍ تكون الأعمال لها قيمةٌ في قلبه، ويعلم أن به حاجةً ماسَّةً إلى ذلك.

كما أسأله تبارك وتعالى أن يُصلِّي ويُسلِّم على نبينا محمدٍ ، فقد أمرنا الله تعالى بالصلاة عليه فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبيك محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابه: أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعليٍّ، وعن سائر الصحابة أجمعين.

اللهم أَعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأَذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداءك أعداء الدين.

اللهم آمِنَّا في دُورنا، وأصلح وُلاةَ أمورنا، واجعل ولايتنا فيمَن خافك واتَّقاك واتَّبَع رضاك، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم انصر إخواننا المُجاهدين في كل مكانٍ، اللهم انصرهم على عدوهم.

اللهم إنَّا نسألك بأنَّا نشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد، الصمد، الذي لم يَلِد ولم يُولَد، ولم يكن له كُفُوًا أحد؛ أن مَن أراد الإسلام والمسلمين بكيدٍ فاجعل كَيْدَه في نَحْرِه، واجعل تدبيره تدميرًا عليه، وسلِّط عليه جنده، إنك على كل شيءٍ قديرٌ، اللهم سلِّط عليه جنده الظالمين، سلِّط الظالمين على الظالمين، وأخرجنا يا الله من بينهم سالمين، إنك على كل شيءٍ قديرٌ.

اللهم زَلْزِل الأرض من تحت أقدامهم، وأَصِبْهُم بالمصائب من كل مكانٍ: عن أيمانهم، وعن شمائلهم، ومن فوقهم، وزلزل الأرض من تحت أقدامهم، إنك على كل شيءٍ قديرٌ، وبالإجابة جديرٌ، وإذا أردتَ شيئًا فإنما تقول له: كن، فيكون، أنت القادر على كل شيءٍ.

نسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يَمُنَّ علينا جميعًا بالإيمان الكامل، والعمل الصالح، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، وأن يُعَافِيَنا وإياكم في الدنيا والآخرة من كل شرٍّ وبلاءٍ وفتنةٍ مُضِلَّةٍ، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.

وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبينا محمدٍ.

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل:90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يَذْكُرْكم، واشكروه على نِعَمِه يَزِدْكم: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت:45].

^1 رواه مسلم: 1598.
^2 رواه مسلم: 49.
^3 رواه مسلم: 50.
^4 رواه الترمذي: 2169 وحسنه، وأحمد: 23301 واللفظ له.
^5 رواه أحمد: 25255، وحسنه مُحققو "المسند"، وابن حبان: 4779.
^6 رواه أبو داود: 4339، وابن حبان: 2855، وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب": 2316.
^7 رواه ابن ماجه: 4005، وأحمد: 53، وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح": 5142.
^8 رواه البخاري: 7059، ومسلم: 2880.
^9 عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : مَن التمس رضا الله بسخط الناس؛ رضي الله عنه، وأَرْضَى الناس عنه، ومَن التمس رضا الناس بسخط الله؛ سَخِطَ اللهُ عليه، وأسخط عليه الناس، رواه ابن حبان: 276، وصححه الألباني في "صحيح موارد الظمآن": 1282.
^10 رواه البخاري: 3267، ومسلم: 2989.
^11 رواه مسلم: 1893.
^12 رواه مسلم: 1017.
^13 رواه مسلم: 2674.
^14 رواه البخاري: 3701، ومسلم: 2406.