محاذاة النص
حجم الخط
نبذة
الله تبارك وتعالى عندما فَرَضَ على عباده فرائضَ، وعَلِمَ بالنقص الذي ينتابهم، وعَلِمَ بأنهم ربما يُقصِّرون؛ شَرَعَ لهم تبارك وتعالى سُننًا ورواتبَ حتى يُكمِّلوا ما نَقَصَ من فرائضهمجدول المحتويات
إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. مَن يَهْدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، رَحِمَ عبادَه تبارك وتعالى، وعَلِمَ بأن الضعف ينتابهم، وأنهم لا يُطيقون بعض الفرائض التي فَرَضَ الله عليهم، بل لا يقومون بما أوجب الله عليهم كما ينبغي، فسَنَّ لهم من النوافل ما يُكمِّل لهم الفرائض.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
حكمة مشروعية السُّنن والرواتب
أما بعد:
عبادَ الله، إنَّ الله تبارك وتعالى عندما فَرَضَ على عباده فرائضَ، وعَلِمَ بالنقص الذي ينتابهم، وعَلِمَ بأنهم ربما يُقصِّرون؛ شَرَعَ لهم تبارك وتعالى سُننًا ورواتبَ حتى يُكمِّلوا ما نَقَصَ من فرائضهم، وهذا من فضله تبارك وتعالى ومن جُوده ومن كرمه ومن امتنانه على عباده تبارك وتعالى.
ولذلكم من هذه الفرائض: الصلاة، كما سمعنا جميعًا بأنها هي عمود الإسلام، وهي آخر وصيةٍ وصَّى بها النبي عليه الصلاة والسلام، وهي آخر عروةٍ تُنقَض من عُرَى الإسلام، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإسلامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فكلما انْتَقَضَت عُرْوَةٌ تشبَّثَ الناسُ بالتي تَلِيها، وأولهنَّ نقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصلاةُ[1]. فمعنى ذلك: شيءٌ ذهب آخره، لا يبقى منه شيءٌ؛ فإذا ذهبت الصلاة فلا يبقى من الإسلام شيءٌ، كما قاله النبي صلوات الله وسلامه عليه.
والصلاة هي أول ما يُحاسَب عليه العبد، كما بيَّن النبي عليه الصلاة والسلام: إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامة من عَمَلِه: صلاتُه، فإنْ صَلَحَت فقد أفلحَ وأنجحَ، وإنْ فَسَدَت فقد خابَ وخَسِرَ...[2]، وفي روايةٍ أخرى: أول ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامة الصلاةُ، فإنْ صَلَحَت صَلَحَ له سائرُ عملِه، وإنْ فَسَدَت فَسَدَ سائرُ عملِه[3]، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.
فإذا كان الإنسان ربما قصَّر، فقد شَرَعَ الله نوافلَ للعبد حتى يُكمِّل بها فرضه؛ ولذلكم يقول النبيُّ عليه الصلاة والسلام: إنَّ أول ما يُحاسَب الناسُ به يوم القيامة من أعمالهم: الصلاة. يقول ربنا لملائكته -وهو أعلم-: انظروا في صلاة عبدي أتمَّها أم نَقَصَها؟ فإن كانت تامَّةً كُتبت له تامَّةً، وإن كان انتقص منها شيئًا قال: انظروا هل لعبدي من تَطَوُّعٍ؟ فإن كان له تَطَوُّعٌ قال: أتِمُّوا لعبدي فريضته من تَطَوُّعِه، ثم تؤخَذ الأعمال على ذاك[4]. وكذلك الزكاة، وغير ذلك من سائر عمله، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام؛ فهذا دليلٌ واضحٌ على أن الفرائض تُكمَّل بالنوافل.
فعلى العبد المسلم أن يجتهد في النوافل على حسب طاقته، فإنه لا يضمن نفسه، ولا يُزكِّي نفسه، وليس بمعصومٍ، ربما ينتابه التقصير والخمول؛ فعليه أن يجتهد في النوافل التي شَرَعَ النبيُّ عليه الصلاة والسلام.
ومن هذه النوافل في الصلاة خاصةً: ما بيَّنه النبي عليه الصلاة والسلام وبيَّن فضله، فالإنسان إذا قام بالفرائض كما ينبغي، فحينئذٍ هو المطلوب، وهو قد قام بما أوجب الله عليه، وتُكفَّر عنه سيئاته، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: الصلواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إلى الجُمُعةِ، ورمضانُ إلى رمضانَ؛ مُكفِّراتٌ ما بينهنَّ، إذا اجتنبَ الكبائر[5]. فإذا اجتنب الإنسان الكبائر، وقام بالفرائض، كفَّر الله تبارك وتعالى عنه السيئات.
وكما قال النبيُّ عليه الصلاة والسلام في الجُمعة: من توضَّأ فأحسنَ الوضوء، ثم أتى الجُمُعةَ فاستمعَ وأنصتَ؛ غُفِرَ له ما بينه وبين الجُمُعةِ، وزيادةُ ثلاثةِ أيام[6]، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام. وهذا من فضل الله .
وإذا قام الإنسان بالنوافل، فإنه يَحصُل على الثواب العظيم الجزيل من الله .
ما هي نوافل الصلوات؟
السُّنن الرواتب
ومن هذه النوافل في الصلوات التي تُكمِّل الفرائض:
أولًا: السُّنن الرواتب التي بيَّنها النبي عليه الصلاة والسلام، يقول صلوات الله وسلامه عليه: ما من عبدٍ مُسلمٍ يُصلِّي لله كلَّ يومٍ ثِنْتَي عَشْرَةَ ركعةً تطوُّعًا غيرَ فريضةٍ؛ إلا بَنَى اللهُ له بيتًا في الجنة، أو: إلا بُنِيَ له بيتٌ في الجنة[7]، الحديث رواه الإمام مُسلمٌ في "صحيحه". هذه اثنتا عشرة ركعةً، من صلَّاها بَنَى اللهُ له بيتًا في الجنة؛ وهي: أربعٌ قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر. مَن حافظ على هذه الصلوات، وهي اثنتا عشرة ركعة؛ بَنَى الله له بيتًا في الجنة، كما قاله النبي صلوات الله وسلامه عليه.
ثانيًا: الصلوات غير الرواتب التي بيَّنها النبي عليه الصلاة والسلام؛ منها:
- قوله صلوات الله وسلامه عليه: مَن حافظَ على أربع ركعاتٍ قبل الظهر، وأربعٍ بعدها؛ حرَّمه الله على النار[8]، وهو حديثٌ ثابتٌ عن النبي عليه الصلاة والسلام.
- وقوله صلوات الله وسلامه عليه: رَحِمَ اللهُ امرأً صلَّى قبل العصر أربعًا[9]. دعا له النبي عليه الصلاة والسلام بالرحمة، دعا له صلوات الله وسلامه عليه بأن يرحمه الله تبارك وتعالى. هذا من السُّنن غير الرواتب التي حثَّ عليها النبيُّ صلوات الله وسلامه عليه.
- ومنها: قوله صلوات الله وسلامه عليه: بينَ كل أذانَين صلاةٌ، بينَ كل أذانَين صلاةٌ، ثم قال في الثالثة: لمن شاء[10]، أو كما قال صلوات الله وسلامه عليه.
سُنة الوضوء
ثالثًا: سُنة الوضوء التي بيَّن النبي عليه الصلاة والسلام فضلها، وكذلك سُنة تحية المسجد؛ فقد بيَّن النبي عليه الصلاة والسلام فضل سُنة الوضوء في أحاديثَ كثيرةٍ؛ منها:
- قوله عليه الصلاة والسلام: يا بلال، حدِّثني بأرجى عملٍ عملتَه في الإسلام؛ فإني سمعتُ دَفَّ نعلَيْك بين يديَّ في الجنة، فقال بلال : "ما عملتُ عملًا أرجى عندي: أني لم أتطهَّر طُهُورًا في ساعةِ ليلٍ أو نهار، إلا صليتُ بذلك الطُّهُور ما كُتِبَ لي أن أصلي"[11]، أو كما قال . هذا فضلٌ عظيم، بيَّن النبي عليه الصلاة والسلام أنه سمع دَفَّ نعلَيْ بلالٍ في الجنة، فسأله: ما هو أرجى عملٍ عملتَه في الإسلام؟ فقال: "ما عملتُ عملًا أرجى عندي: أني لم أتطهَّر طُهُورًا في ساعةِ ليلٍ أو نهار، إلا صليتُ بذلك الطُّهور ما كُتب لي أن أصلي"، أو كما قال .
وهذا الحديث يدل على أن سُنة الوضوء تُصلَّى في أي وقتٍ شاء، حتى في وقت النهي؛ لو كان الإنسان بعد صلاة الفجر، أو بعد صلاة العصر، أو وقت الزوال. فتوضأ ولم يقصد ذلك، فإنَّ له أن يصليَ ركعتين؛ لهذا الحديث العظيم؛ لإقرار النبي عليه الصلاة والسلام لبلالٍ لأنه قال: "لم أتطهَّر طُهُورًا في ساعةِ ليلٍ أو نهار"، وهذا يَعُمُّ الأوقات ويَعُمُّ الساعات، سواءٌ أكانت المنهي عنها أو غيرها، هذا فضل عظيم.
- قوله صلوات الله وسلامه عليه لعثمانَ ، فقد توضَّأ عثمانُ أمام الصحابة ، وقال -بعد أن توضَّأ الوضوء الكامل-: "رأيتُ النبيَّ توضَّأ نحو وضوئي هذا، وقال: مَن توضَّأ نحوَ وضوئي هذا، ثم صلَّى ركعتين لا يُحدِّث فيهما نَفْسَه، غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه"[12]، رواه البخاري ومٌسلمٌ، أي: الحديث مُتفقٌ عليه. هذا فضلٌ عظيمٌ في سُنة الوضوء.
ركعتا التوبة
رابعًا: ركعتا التوبة، هاتان ركعتان عظيمتان. قال عليُّ بن أبي طالبٍ : "كنتُ رجلًا إذا سمعتُ من رسول الله حديثًا نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، وإذا حدَّثني أحدٌ من أصحابه استحلفتُه بالله.. -أي: تحلَّفتُه، وقلت: احلف لي بالله أنك سمعتَ هذا من النبي صلوات الله وسلامه عليه- فإذا حَلِفَ لي صدَّقتُه"، قال: "وحدَّثني أبو بكرٍ، وصدقَ أبو بكرٍ، أنه قال: سمعتُ رسول الله يقول: ما من عبدٍ يُذنِب ذنبًا، فيُحسِن الطُّهُور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله؛ إلا غفر الله له[13]، أو كما قال .
هذا شيءٌ ينبغي للإنسان المسلم ألا يُهمِلَه؛ حتى يفوز بالفوز العظيم وبغفران الذنوب. فإذا قصَّر الإنسان: استمع مرةً أغنيةً، أو كان يُسبِل إزاره مرةً، أو كان يَحلِق لحيتَه مرةً، أو كان يَفعل مُحرَّمًا مرةً، فتاب؛ فعليه أن يتوضَّأ ثم يُصلِّي ركعتين، ويُقلِع عن هذا الذنب؛ فيغفر الله له تبارك وتعالى هذا الذنب، بوعد النبي صلوات الله وسلامه عليه.
صلاة الضحى
خامسًا: سُنة الضُّحى؛ فقد بيَّن النبي عليه الصلاة والسلام أن سُنة الضحى من أعظم القُربات، وأوصى بها النبي عليه الصلاة والسلام بعضَ أصحابه، كما قال أبو هريرةَ : "أوصاني خليلي بثلاثٍ: بصيام ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ، وركعتَي الضحُّى، وأن أُوتِرَ قبل أن أرقُد"[14]، أو كما قال . فهذه ثلاثُ وصايا أوصى بها النبيُّ صلوات الله وسلامه عليه أبا هريرةَ ، وكذلك ثَبَتَ عنه أنه أوصى بها بعض أصحابه كأبي ذَرٍّ ، وهي وصيةٌ لأُمته صلوات الله وسلامه عليه إلى يوم القيامة. إذا أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بعض الصحابة، فإن هذه الوصية هي وصيةٌ لأُمته إلى يوم القيامة، ما لم يَصرِف ذلك صارفٌ ويدل على أن هذا خاصٌّ بهذا الرجل.
إذَن؛ هذه وصيةٌ عظيمةٌ؛ ولذلكم ثَبَتَ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: يُصبِحُ على كل سُلَامَى من أحدكم صدقةٌ -سُلامَى أي: مَفصِل- يُصبِحُ على كل سُلَامَى من أحدكم صدقةٌ -أي: على كل مفاصل كل إنسانٍ صدقةٌ- فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ، وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ، وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ، وكل تكبيرةٍ صدقةٌ، وأمرٌ بالمعروف صدقةٌ، ونهيٌ عن المُنكَر صدقةٌ، ويُجزِئُ من ذلك ركعتان يركعُهما من الضُّحى[15]، والحديث رواه الإمام مسلمٌ في "صحيحه".
هذا فضلٌ عظيم، الإنسان له مفاصلُ، له سُلامَى كثيرةٌ، ثَبَتَ في بعض الأحاديث أنها تكون ثلاثَمئةٍ وستين مَفصِلًا[16]، على كل مَفصِلٍ صدقةٌ في كل يومٍ. ينبغي للإنسان أن يتصدَّق بثلاثِمئةٍ وستين صدقةً كل يومٍ عن كل مَفصِلٍ؛ شكرًا لله . ولكنه يُجزِئ عن ذلك -أي: بكل تسبيحةٍ صدقةٌ، وبكل تهليلةٍ صدقةٌ- يُجزِئ عن ذلك كله أن يُصلِّي ركعتين يركعهما من الضحى. وهذا فضلٌ عظيمٌ من الله ، بيَّنه للنبي عليه الصلاة والسلام حتى تستفيد أُمته، رضي الله عن أصحابه وعن أتباعه إلى يوم الدين.
فالمسلم عليه أن يجتهد في طاعة الله ، وأن يحافظ على هذه الرواتب قدر الاستطاعة؛ حتى يفوز وحتى تُكمَّل له الفرائض يوم القيامة، سواءٌ أكانت صلاةً أو زكاةً أو حجًّا أو غيرَ ذلك، تُكمَّل الفرائض بالنوافل، كما دلَّ عليه حديث أبي هريرةَ الذي سمعتموه.
أسأل الله أن يجعلني وإياكم من الذين يقولون القول ويستمعون القول فيتَّبعون أحسنه؛ إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
***
الحمد لله ربِّ العالمين، ولا عدوانَ إلا على الظالمين، والعاقبة للمُتقين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
عبادَ الله، إنَّ الله تبارك وتعالى شَرَعَ لعباده من العبادات ما يكفيهم عن البِدَع والخُرافات. بعض الناس ربما يتعبَّد لله بأشياءَ لم يَشْرَعها ربُّنا تبارك وتعالى، ولم يَشْرَعها نبيُّنا صلوات الله وسلامه عليه، وعندنا من العبادة ما يكفينا. إذا قام الإنسان بما أوجب الله عليه، وأراد أن يتقرَّب إلى الله بالنوافل، فحينئذٍ هذا خيرٌ عظيم، وهو المطلوب منه في هذه الحياة الدنيا.
قيام الليل
سادسًا: من العبادات أو من النوافل: قيام الليل، قال الله تعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا [الإسراء:79]، وقال تبارك وتعالى مدحًا لعباده المُؤمنين المُخلِصين: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [السجدة:16]، وقال عنهم تبارك وتعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:15- 18].
وقال النبي عن عبدِالله بن عُمَرَ رضي الله عنهما: نِعْمَ الرجلُ عبدُالله، لو كان يُصلِّي من الليل، فكان عبدُالله رضي الله عنهما بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلًا[17].
وعن عبدالله بن عمرٍو رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله : يا عبدَالله، لا تكن مِثلَ فلان؛ كان يقومُ الليلَ، فتركَ قيامَ الليل[18].
وعن ابن مسعودٍ قال: ذُكِرَ عند النبي رجلٌ نام لَيْلَةً حتى أصبح، قال: ذاك رجلٌ بالَ الشيطانٌ في أُذُنَيه، أو قال: في أُذُنِه"[19]، أو كما قال .
وقد كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطَّر قدماه، فقالت له عائشةُ رضي الله عنها: "يا رسول الله، أتصنعُ هذا وقد غُفِرَ لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟!"، فقال : يا عائشةُ، أفلا أكون عبدًا شكورًا؟[20].
وقال : يا أيها الناس، أفشُوا السلام، وأطعِموا الطعام، وصلُّوا بالليل والناس نِيام، تَدخُلوا الجنة بسلام[21].
وقال عليه الصلاة والسلام: أفضلُ الصيامِ بعد رمضانَ: شهرُ الله المُحرَّم، وأفضلُ الصلاة بعد الفريضة: صلاةُ الليل[22].
وقال : رَحِمَ اللهُ رجلًا قام من الليل، فصلَّى وأيقظَ امرأتَه، فإن أَبَتْ نَضَحَ في وجهها الماءَ. رَحِمَ اللهُ امرأةً قامت من الليل، فصلَّت وأيقظت زوجَها، فإن أبى نَضَحَتْ في وجهه الماءَ.[23].
وقال : أحبُّ الصلاة إلى الله صلاةُ داودَ ، وأحبُّ الصيام إلى الله صيامُ داودَ، وكان ينام نِصْفَ الليل، ويقوم ثُلُثَه، وينام سُدُسَه، ويصوم يومًا، ويُفطِر يومًا[24].
| ^1 | رواه أحمد في "المسند": 22160، وابن حبَّان في "صحيحه": 4866، وصحَّحه الألباني في "التعليقات الحسان": 6680. |
|---|---|
| ^2 | رواه الترمذي: 413، وصحَّحه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب": 540. |
| ^3 | رواه الطبراني في "المعجم الأوسط": 1859، وصحَّحه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب": 376. |
| ^4 | رواه أبو داود: 864 واللفظ له، وأحمد في "المسند": 9494، والطبراني في "المعجم الأوسط": 7612، والحاكم في "المستدرك": 977، والبيهقي في "السنن": 4056، وصحَّحه الألباني في "صحيح سنن أبي داود": 810. |
| ^5 | رواه مسلم: 233. |
| ^6 | رواه مسلم: 857. |
| ^7 | رواه مسلم: 728. |
| ^8 | رواه أبو داود: 1269، والترمذي: 428، والنسائي في "السنن الكبرى": 1486، وأحمد في "المسند": 26772 بنحوه، وصحَّحه الألباني في "صحيح سنن أبي داود": 1152. |
| ^9 | رواه أبو داود: 1271، والترمذي: 430، وأحمد في "المسند": 5980، وحسَّنه الألباني في "صحيح سنن أبي داود": 1154. |
| ^10 | رواه البخاري: 627، ومسلم: 838. |
| ^11 | رواه البخاري: 1149، ومسلم: 2458 بنحوه. |
| ^12 | رواه البخاري: 164، ومسلم: 226. |
| ^13 | رواه أبو داود: 1521، والترمذي: 406 بنحوه، والبيهقي في "الشُّعب": 6676، وصحَّحه الألباني في "صحيح سنن أبي داود": 1361. |
| ^14 | رواه البخاري: 1981، ومسلم: 721 واللفظ له. |
| ^15 | رواه مسلم: 720. |
| ^16 | رواه مسلم: 1007 بنحوه. |
| ^17 | رواه البخاري: 1121، ومسلم: 2479. |
| ^18 | رواه البخاري: 1152. |
| ^19 | رواه البخاري: 3270، ومسلم: 774، ولفظ البخاري: "لَيْلَهُ". |
| ^20 | رواه مسلم: 2820. |
| ^21 | رواه الترمذي: 2485، وابن ماجه: 1334 واللفظ له، والحاكم في "المستدرك": 7505، وصحَّحه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب": 616. |
| ^22 | رواه مسلم: 1163. |
| ^23 | رواه أبو داود: 1308، وابن ماجه: 1336 بنحوه، وأحمد في "المسند": 7410، وحسَّنه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب": 625. |
| ^24 | رواه البخاري: 1131، ومسلم: 1159. |